في زكري رحيله.. رئيس تحرير سودان بيزنس تترحم على فقيد الصحافة السودانية يوسف سيد أحمد وتكتب

كتبت :سهام منصور
لم ننساك انت ولكن تناسينا ذلك التاريخ المؤلم الذي سطر منذ الأزل يوما لفراقك لتأتي صحيفة الوطن بتخليد الزكرى ويالها من وطن وقد أكملت فيها آخر اللبنات التي بدأ بنيانها أباك المرحوم سيد أحمد خليفة وضعت لها خطة واستراتيجية يمكن أن تديم تشغيلها لعشرات السنين .. وان كان لي أن أحدثك بشي سأقول لك أن النبيل الأصيل جمال عنقرة رغم مشغولياته الا انه لم يدع ابنك علاء بمفرده فقد تقدمه لتكملة الطريق وعن علاء اقول لك انه وبالرغم من صغر سنه وتجربته الا انه اجتاز كل الصعاب والأزمات والمصائب التي كان بإمكانها أن توقف الوطن اجتاز كل ذلك لكنه توقف فقط عند مصيبة رحيلك وقد استفاد وتعلم من خلال وجوده معك في آخر ايامك فقد أصبح إداريا ناجحا بالعمل وابا رحيما من بعدك لاخوته وسندا لأمه حمل الرأىة وحفظ الأمانة لم يستطيع تغيير شي بمكتبك لعله يتخيلك في خلوته وانت جالسا على ذات الكرسي وعندما يغلقه عليه لبعض الوقت اخاله يحادثك ويساررك ويطلب رايك ويقول (ماذا أفعل في هذا الأمر ياابي)
ومازال يصطحب معه الصغيرة مروة تلك الفتاة الهادئة الخجولة
تأتي إلى مكتبك بين الفنية والأخرى لتشتم رائحتك التي مازالت عابقة بالمكان ثم تغادر بصحبة اخاها علاء وهي تتشبث بيده كالطفلة الصغيرة التي تخاف أن تفلت يد اباها حتى لا تضيع عنه
وعن اشرف وعاطف وأمنه اقول لك انهم اذدادوا عزيمة وهمة بعد رحيلك لم يتركوا مواقعهم بالرغم من تغير الظروف والأوضاع ولم يستجيبوا للعروض التي تأتيهم وذلك لأن الولاءلديهم تتقدمه عشرتك وطيبتك وخوتك وثقتك التي وضعتها بهم واطمأنك على العم تلفون مازال هو الحارس الأمين بالرغم من تقدمه في العمر وضعف قواه الجسمانية إلا أنه مازال يستطيع أن يحكم إغلاق مكتبك بنجاح وعن شركاء الوطن اقول لك مازالت ( تاركو) داعمة ومازال السفير السعودي على بن حسن جعفر يترحم عليك ويعدد مأثرك في ملماته ببيته العامر بكل أطياف الشعب السوداني
وعن أصدقائك اقول لك مازال الأستاذ عاصم البلال يتردد على مكتبك ويجلس قبالتك ويطلب ذات الكوب من القهوة ويرتشفه بنكهة الوطن ثم يلتفت للحاضرين ويحكيك ويسردك تاريخا وعلما ومواقف
وعني انا اقول لك مازالت على العهد مابقيت الوطن وطنا