اخترت لكم في وداعة الله بيتنا في الخرطوم (63) حلقات وجدانية بحتة توثق للرحيل المر لاهلنا بالخرطوم والمدن الاخرى بعيدا عن السياسة.

ا.د.زكي مكي اسماعيل
ان ظننا بالله كبير ولن يخيب..وان بعد العسر يسرا أن شاء الله……
اطالع الاخبار القادمة من الجزيرة والحبيبة مدني وحنتوب فأتمزق الما وهم يواجهون ذات الكابوس الذي واجهه اهلنا بالخرطوم والجنينة ونيالا وغيرها..رحماك ربي ولطفك بنا وبهم.
ابداء تواصلي برسالة من الأخ ع اللطيف شوتال ارقي يربط فيها بين احداث الحلقة السابقة والتي بكي وتعبر فيها داوود كبوش ويجزم أن حوادثا مشابهة لحدة النزاع بكي فيها المتنازعان بعد خصام كما يربط بحادثة اخرى شهدها صديقنا الدكتور سليم احمد بابكر بموقف مشابه ايضا..ويعتقد الأخ ع اللطيف اني انقل حادثا حقيقيا خلال سردي..فله خالص التحايا وعبره للدكتور سليم ايضا بايرلندة..
صدقني اخي الحبيب بأني اكتب من وحي خيالي لكني اتحسس مشاعر الناس …وقد لا تصدق وان كان حقيقة اخي ع اللطيف والله أنا كنت ابكي وتنهمر دموعي حينما تخيلت داوود يستل السكين من ضراعه ثم يرقد علي الأرض ويقول الي حاج الطاهر “سووا العاوزين تسووه وان عاوزين تذبحونا هدي السكين ارقد يا العطا..ارقد يا العطا”…..اجل كنت ابكي وتنهمر ادمعي وأنا اتخيل الموقف…انها المشاعر الانسانية التي تسقط كل سلوكيات موروثة تجاه حب الأرض والمال…للتنازل عن كل ذلك والعفو…هنالك مواقف انسانية تفرض سلوكا وقتيا يتباين مع ما يعد له او يتوقعه الانسان.
وهذه المرة قبل أن ننتقل الى راكوبة و حوش وبرندة عمكم حاج الطاهر..أريد أن ننزل معا الى “حلة التحت” ..والى بيت اخونا الحبيب داوود كبوش وابنه العطا وضيوفهم اولاد اخوه المرحوم جابر كبوش عامر وعلاي وبثينة واختها الصغرى وامهم سعاد بت حامد..وست البيت بت عبيد وبناتا وولدا العطا
اطرق الباب بهدوء وصوت مسموع ؛_(سلام..أهل البيت)..ويجيب من الداخل ؛_(مرحب مرحب..مرحب دكتور)…فادخل وانا الحظ في المواجهة اثار ذبيح ودم متناثر على الأرض..وعلي مقربة من الباب بالحوش يقف العطا وهو ممسكا بالفأس ويقوم بتقطيع عيدان خشبية لزوم الطبخ ..ثم يتوقف ليسلم عليي ويأتي داوود مهللا وهو يردد؛_(زارتنا البركة يادكتور..جيتا جيت يادكتور)..يصافحني وهو يمسك بيدي ليقودني لصالون المنزل… جلست بالصالون .. ثم قام داوود متجها نحو صبارة الميأة ليملاء كوبا من الماء البارد وانااشكره بعد ان مده اليي..
#وينادي داوود بصوت مسموع ؛_(بت عبيد نادي سعاد والبنات وتعالوا سلموا على الدكتور ..وماهي الا دقائق الا وتدخل بت عبيد وبصحبتها سعاد زوجة المرحوم جابر وبنتيها بثينة وعفاف الصغرى وهم يسلمون عليي ثم اوجه حديثي الى سعاد وبنتيها ؛_(أن شاء الله البلد رحبت بيكم وماكم متضايقين من شيء…اقعدي ياسعادة اقعدن يا بناتي ) وهنا تستأذن بت عبيد بحجة أنها تتابع اطعمة على النار..واواصل حديثي بعد أن استاذن داوود بتركي قليلا مع سعاد وبنتيها فيخرج داوود لابقي بالصالون بمعية سعاد وبنتيها..واوجه حديثي من جديد لسعاد..؛_( وين الاولاد ياسعاد ) فتجيبني ؛_( والله الولاد مرقوا قبيل عندهم اولاد اصحابهم في النقعة قالوا عاوزين يزوروهم) ..واعود لاسالها من جديد؛_(أن شاء الله مو متضاقين من شيء ولا الولاد ماخدين في خاطرهم شيء؟) فتجيب سعاد ؛_( لا والله حاشا خاتننا فوق راسم داوود ومرته ووليداته ربنا يديهم العافية ماقصروا معانا والله…واكرمونا غاية الكرم الله يفتح عليهم)…ثم تواصل سعاد ؛_(الدم يادكتور عمره مابيبقى مية…وياهو أخو المرحوم جابر دمه ولحمه..)
#واواصل حديثي معها (اسي الخرطوم دي ياسعاد بقت حكايتا مامعروفة تروق متين والقعدة يمكن تطول ..اسي البنات ديل كان جاهن رزق بيرضن يقعدن في البلد دي؟)فتجيبه سعاد ؛_(والله يادكتور الكبيرة فيهم بثينة دي لي اسي ماكملت جامعتها وشورتا عندها ياها دي قدامك)..وهنا تتدخل بثينة..؛_(والله ياعمي أنا همي اكمل تعليمي اول حتى لو خارج السودان وحكاية عرس دي مامفكرة فيها خالص..ولا واضعة ابدا في حساباتي اننا نقعد طوالي في البلد دي…) هنا وضحت الصورة أمامي وانهي الجلسة بقولي ؛_( الله يسوي الفيها خير يابتي )……وفجاءة يدخل طبوج العوير وهو يصيح خلف جريدة يجرها امامه كسيارة (بيب بيب بيب ..يون يون …طبوج جاكم ياداوود كبوش..ودكبوش طبوج جاكم..بيب بيب)وأنا انفجر ضاحكا ههههههه واردد(مرحب طبوج الراجل الطيب) ويصيح طبوج(جايين وراي تلاتة اصحابي…يون يون..بيب بيب) واواصل ضاحكا ايضا(حبابن ياطبوج…ديل الكورس حقك وله شنو؟)..هههه والى هنا نكتفي بهذا القدر الى أن نلتقي في الحلقة القادمة(63)..لكم مني كل الحب…زكي مكي اسماعيل..