لماذا يمتنع المجتمع الدولي من دعم إتفاق جوبا للسلام ؟

دعا الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة لدي مخاطبته ورشة مصفوفة تنفيذ إتفاق جوبا للسلام الموقعة حديثا دعا المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم لتنفيذ الاتفاق الذي يحتاج في كثير من بنوده للدعم الدولي ولاتستطيع حكومة السودان وحدها توفير التمويل اللازم لتنفيذ الاتفاق لاسيما الترتيبات الامنية وإعادة الدمج والتسريح وملف الخدمات الانسانية والخدمية والتنموية الخاصة ببناء السلام وعودة اللاجئين والنازحين إلى قراهم وحواكيرهم الاصلية ولكن السؤال المهم الذي يجب الإجابة عليه لماذا يمتنع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المالية وغيرها من دعم إتفاق جوبا للسلام حتي الآن؟
وأوضح الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل السياسي أن الاتفاق أنجز بأيدي سودانية خالصة وبدعم سياسي أفريقي ودولي من الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوربي والمنظمة الدولية ووعود بدعم الجوانب المالية الخاصة بالتنفيذ مبيناً أن أطراف الاتفاق تفاجئوا عندما أنزل الاتفاق علي أرض الواقع للتنفيذ عدم تقديم أي دعم مالي ولم يفي المجتمع الدولي او الاقليمي بوعوده التي قطعها عند توقيع الاتفاق.
واضاف بشارة إن دعم انشطة السلام ووقف الحروب منصوص عليها في القوانين المؤسسة للمنظمة الدولية والمؤسسات المالية الدولية ويجب من خلال ذلك تقديم الدعم اللازم لاتفاق جوبا للسلام أسوة ببقية الاتفاقات المشابهة والتي تم إيجاد التمويل اللازم لها خاصة وان السودان عضو في كل هذه المنظمات الاقليمية والدولية متسائلاً لماذا فقط السودان منع من ذلك؟
وانتقد بشارة سلوك الدول المانحة للمنظمات الدولية لاسيما ” الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والمانيا” مؤكداً أنهم أكثر المانحيين والممولين لبرامج الأمم المتحدة لافتاً إلى انهم دائما ما يربطون الدعم والمساعدات المالية للدول بشروط سياسية تخترق في غالبها السيادة الوطنية للدول بالتدخل في شئونها الداخلية أو فرض املاءات عليها مشدداً على أن ربط دعم السلام من المنظمات الدولية بشروط سياسية يعتبر سقطة أخلاقية لاتغتفر من دول تدعي الحفاظ على حقوق الانسان والدفاع عنها وصون السلام والامن الدوليين.