نادي القصة السوداني: نهدف لرفع شأن المبدع ليقوم بدوره الطليعي

في عودة مميزة لنادي القصة السوداني، احتشدت قاعة المعهد الثقافي الفرنسي بالسودان بعدد كبير من رموز الحركة الثقافية والفكرية والأدبية بالبلاد، دشن نادي القصة السوداني أولى فعالياته، احتفاء بتجربة القاص والروائي والصحفي عمر الفاروق نور الدائم، وروايته (مسيل الأرواح) الحائزة على المركز الأول في جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي، عن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في العام ٢٠١٨م، وتمت طباعتها في العام المنصرم، حيث صنفها عدد من النقاد في إطار الحرب وأهوالها ومأساتها كما ذهب إلى ذلك الأساتذة: عادل سعد يوسف، وعزالدين ميرغني، وأحمد أبو حازم، وسيد أحمد إبراهيم.

وشهدت الأمسية ورقة قدمها سيد أحمد إبراهيم، عن بطولة الزمن المأساوي في الرواية، وتحولات الشخوص التراجيدية بحسب تعقيب الناقد والقاص والروائي عادل سعد يوسف.

ومن خلال كلمته في افتتاح الندوة قال رئيس نادي القصة السوداني، نصر الدين عبد القادر حسن،
إنّ الاحتفاء بـ( عمر الفاروق)، ورايته (مسيل الأرواح)، إنما جاء لما فيها من إدهاش وإمتاع، وهو يتناول واحدة من أكبر القضايا الشائكة، وهي قضية الحرب، وأهوالها وما تخلفه من مأساة ودمار وتشويه للأرواح.

مؤكدا على أن ذلك دور عظيم للأدب في تبيينه كم أنّ الحرب لئيمة ولعينة، خاصة عندما ترتبط بالآيديولوحيا، في بلد متعدد الأعراق والثقافات والمعتقدات.

وأشار نصر الدين إلى هذا اليوم ما هو إلا ضربة لبدايةٍ ستكون نهايتها نهضة ثقافية تعم إنحاء السودان المختلفة، حيث سيطوف النادي أراضي البلاد بقعةً بقعةً، عبر برنامجه القديم المتجدد (قصاصون عبر المدن)، وستكون منصاته الإعلامية (صحيفة القصة السودانية – مجلة سرديات – الموقع الرسمي للنادي) منبرا تنطلق منه الحركة الأدبية السودانية إلى فضاءات أكثر اتساعا، انفتاحًا على العالم بما تحمله روح الإنسانية من فنون، وتسويقا لإنتاجنا الثقافي في السرد القصصي والروائي، وأشياء أخرى، تبشيرا بما يكتنزه هذا البلد الطيب من إبداع وتاريخ وحضارة.

وأضاف أن برامج النادي لهذا العام تتمثل في أن نجعل من الثقافة رافعةً لنهضة هذه البلاد، لأنّ التاريخ يذكرنا دوما بأن لا نهضة من غير أساسٍ ثقافي يعزز من قيمة التعدد والتنوع وقبول الآخر واحترامه، وهذا يتطلب منا أن نعمل على رفع شأن المبدع وتقديره بما يستحق حتى يقوم بدوره الطليعي في خدمة بلاده، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والإقليمي والدولي.

وكشف رئيس النادي عن أنّ مشاريع النادي ستُعلن قريبا عبر التدشين الرسمي في شهر فبراير ، وستجعل المستحيل ممكنا، في إشارة منه إلى أن الثقافة والإبداع قادران، مما يتطلب تشبيكا بين كافة المؤسسات الثقافية، لوضع لبنة لبناء الوطن الذي ظللنا نحلم به، وفي سبيله حلقت أرواحٌ غاليةٌ علينا في علالي الفراديس، حينها فقط نستطيع أن نقول بتلك الأرواح الخالدة ما قال درويش:
أيها الشهداء
قد كنتم على حق
لأنّ البيت أجملُ من طريق البيت
رغم خيانة الأزهار

من جانبه قال مدير المعهد الفرنسي بالسودان إنّ حضور هذا العدد الكبير من الأدباء والمثقفين إنما يؤكد عظمة الثقافة السودانية، مقدما شكره لنادي القصة السوداني على تنظيم هذه الفعالية، على تمتد الشراكة بين المؤسستين.

كما قال الروائي والقاص والناقد أحمد أبو حازم أحد رواد النادي إن هذا الجيل الذي يقوم على أمر النادي اليوم هو جيل متجاوز وعظيم، ومشاريعه تنبئ بمستقبل أعظم للأدب السوداني.

وفي ختام الأمسية التي استمرت لساعتين عقب المحتفى به عمر الفاروق عن المداخلات والإفادات، متحدثا عن تجربته مع كتابتها، الأمر الذي جعل الكثيرين يبحثون عن الرواية لاقتنائها بما أثير حولها من تشويق.

وقبل ذلك تم تكريم صاحب الرواية من قبل النادي، وفي مفاجأة قدم مسئول الإعلام بشركة سوداني للاتصالات الحضور بتقديم هدايا قيمة للمحتفى به ولمقدم الورقة والمعقب، مشيرا إلى سعى الشركة لتعزيز شراكتها مع النادي برعاية مشاريعه الطموحة والعظيمة بحسب وصفه.