اعلام الجالية السودانية بمنطقة مكة المكرمة. مآثر وآهة حزن حزاينية على روح المرحوم عبدالله عبد الدائم

.

جدة: محمد خير ابو زيد

قال الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ).
صدق الله العظيم
الأستاذ/ عبدالله محمّد عبدالدائم (أبو رامي وغازي ومحمد و احمد)
في ذمة الله..

ينعى المكتب التنفيذي للجالية السودانية وكافة ابناء الجالية السودانية بالمنطقة الغربية المغفور له (باذن الله) الأخ الاستاذ / عبد الله محمد عبد الدائم (ابو رامي)
والذي لبى نداء ربه اليوم الاربعاء الموافق، 22/12/2022 بمدينة جدة.. حيث تم تشيعه وسط حشد كبير من أبناء الجالية السودانية المقيمة بالمنطقة الغربية .. يتقدمهم … المستشار القنصل (حسين الصادق ونائبه الطاهر )
كان المغفور له (بإذن الله) ركناً من أركان الجالية السودانية بالمنطقة الغربية .. وأحد رموزها المخلصين.. الذين شاركوا في تأسيس الجالية السودانية .. بالمنطقة الفربية، كما ساهم في نهضتها وتطويرها علي مر السنين، وهو من أصحاب الهمم العالية، و المبادرات الإنسانية العظيمة، والأعمال الخيرية الجليلة، باذلاً، جُلّ وقته وماله، وجهده، الذي لم يدخره إلا فى مصلحة الجالية السودانية، ولفائدة أبناءها، حيث كان مساهماً في كل الفعاليات، التي كانت تقيمها القنصلية العامة بجدة، مشاركاً في كل مهرجاناتها، واحتفالاتها، وفي شتي مجالات العمل الاجتماعي الخيرية والطوعية، وكذلك الرياضية. لن نكون منصفين اذا ما حاولنا أن نحصر كافة أعماله، وإسهاماته، ولكن من باب ذكر محاسن موتانا، والتنقيب في مآثرهم، لابد لنا أن نقيف ولو قليلاً علي تلك الشواهد، والأعمال العظيمة التي سيسجلها له التاريخ، بأحرف من نور ويخلدها في سفر العظماء وليحتفي بها الأجيال.
فمن أهم تلك الأعمال، “مبادرته” الكريمة في دعم شباب الجالية السودانية، من خلال برنامج (الزواج الجماعي)، التي نالت رضا واستحسان أبناء الجالية والمسؤولين بالدولة. وكذلك، مساهمته في تبني فكرة (الإفطار الجماعي) بالقنصلية السودانية، خلال شهر رمضان المبارك، حتي أصبح عملاً راتباً ، تقوم به القنصلية وتحتفي بهذا اليوم سنوياً. وما تجميل دار القنصلية، والاهتمام بمظهره العام إلا واحدة من إبداعاته الكثيرة، حيث كانت لفكرة زرع وتشجير القنصلية بأشجار النخيل والمانقو أثر طيب، في نفوس أفراد الجالية.

ومن أهم المبادرات، التي لابد من ذكرها هنا، هو موقفه النبيل والشهم، في إطلاق، اسم الراحل سآتي صالح (له الرحمة) علي إحدي قاعات القنصلية العامة بجدة، إيمناً وعرفاناً منه بالادوار العظيمة التي كان يقوم بها الراحل ، هذه البادرة الطيبة، واللفتة الإنسانية النبيلة، التي جعلت اسم اول رئيس للجالية السودانية بالمنطقة الغربية يتردد داخل أروقة وردهاات القنصلية صباح مساء، داعين له بالرحمة والمغفرة.

وتتعدد مآثر وأعمال الفقيد (عبدالله عبدالدائم) ، الاجتماعية، لتشمل زوار وضيوف بيت الله الحرام، وذلك من خلال اشرافه علي (مخيمات الحجاج) السودانيين، بتلبية كافة احتياجاتهم ، والوقوف علي ترتيبات حسن الاستقبال وكرم الضيافة، والعمل علي بذل كل الجهود الممكنة من أجل توفير سبل الراحة والرعاية، بتذليل الصعوبات التي تواجههم، وهم يؤدون المناسك، حتي يعودوا آمنين مطمئنين الي ديارهم.

كما كانت للفقيد، آيادي بيضاء ومساهمات ثرة، في دعم جامعة دنقلا (الوليدة)، في بدايات نهوضها. فقد ظل يدعم، ويساهم انشائها، حتي قامت شامخة منارة للعلم والمعرفة، ترفد الولاية الشمالية بجيل وبكادر بشري مؤهل ومتسلح بالعلم وبالمعرفة، ليساهم في نهضة ورفعة المنطقة وتطويرها. كما لا ننسي أدواره الفاعلة خلال إفتتاح مطار دنقلا الجديد، وتسييره لأول رحلة جوية من مطار جدة الي مطار دنقلا، بالتنسيق مع إدارة الخطوط السودانية وقتها، وبحشد الدعم المالي اللازم من أبناء الولاية، لتجهيزات حفل الإفتتاح الذي كان مبهراً بفضل جهوده المقدرة والمشهودة.

و لن ننسى مواقغه البطولية، وأدواره الفاعلة وجهوده الحثيثة خلال تعرض الولاية الشمالية لكارثة السيول والفيضانات الشهيرة، التي ضربت المنطقة في عام 1988, وخلّفت أضراراً بالغة وكبيرة. حيث قام الفقيد بتقديم كافة أنواع الدعم والمساعدات الانسانية، للأسر المتأثرة جراء هذه الكارثة، وذلك بجمع التبرعات المالية وغيرها من أبناء الولاية الشمالية، وإرسالها الي هذه الأسر.
وعلي الصعيد الخيري، فحدّث ولا حرج، حيث كانت آياديه البيضاء ممدودة لكل محتاج، دون تميز أو مفاضلة، فكل أبناء الجالية السودانية هم أبناؤه وأخوانه. وقام بدعم كثير من الأسر المتعففة، وكذلك بعض الأسر التي تحتاج الي رعاية خاصة.

فقد كان يقدم (رحمه الله) هذه الأعمال الخيرية الجليلة، بطيب خاطر، وسماحة نفس، تربت علي مكارم الأخلاق، وحسن الخصال، وكان يسعي بها بين الناس، في السر والعلن، وفي جوف الليالي، وأطراف النهار، قاصداً بها ابتغاء مرضات الله، باحثاً عن الأجر والمثوبة من عند الله العليّ القدير.

أما علي الصعيد الرياضي، فقد كانت إسهاماته شامخة، لا تخطئها العين، فهو اول من أسس فريق لكرة القدم، لأبناء الولاية الشمالية، ليكون ضمن فِرق دوري الجاليات بالمنطقة الغربية، كما كان له القدح المعلي في تأسيس رابطة أبناء الولاية الشمالية، كذلك بالمنطقة الغربية، وكان هو رئيسها وقلبها النابض، بحكمته، وبدعمه السخيّ
لها، كما كان له أدواراً فاعلة في مساعدة ودعم كافة الروابط والجمعيات المختلفة بالمنطقة الغربية.

فمواقفه الكريمة، ومبادراته الإنسانية النبيلة، تشهد له، فهو أحد أبناء السودان الشرفاء والأوفياء، الذين سطروا مسيرتهم الحافلة بالإنجازات الكبيرة، والأعمال الجليلة، فلا نزكيه علي الله، فقد كان يقوم بكل هذه الأعمال وهو في صمت، يرجو بها ما عند الله من الرحمات.

آلا رحم الله فقيد حفير مشو والكل.. وغفر له .. وجعل قبره روضة من رياض الجنة… وإنا لله وإنا إليه راجعون؛؛