الخرطوم:سودان بيزنس
أثارت المبادرة التي أطلقها الخليفة الشيخ الطيب الجد ود بدر، وإلتفت حولها قطاعات عريضة من مكونات الشعب السوداني قلق البعثة الأممية في السودان (يونيتامس). وبدأ رئيس البعثة فولكر بيريتس تحركات جديدة لإعادة إحياء مسار العملية السياسية، التي توقفت عقب إنسحاب الجيش من الحوار مع القوى المدنية في مطلع يوليو الماضي. وقال فولكر إن الآلية الثلاثية ستواصل دعمها غير المحدود لكل الجهود السودانية، وتقديم المساعدة الفنية لتجسير الآراء المتباينة التي تهدف لتجاوز الأزمة والوصول إلى حل.
وقال فولكر في مقال إن إعلان الجيش السوداني الإنسحاب من العمل السياسي، فرصة يجب على المدنيين إغتنامها للتعامل مع الأزمة السياسية الراهنة. وأضاف إن الوقت ليس في صالح السودان وأن حالة الإنسداد السياسي ستؤدي إلى خسارة المزيد من المكاسب الوطنية التي تحققت مؤخراً. ودعا القوى الرئيسية والأحزاب بما فيها لجان المقاومة لإظهار المزيد من الإلتزام والإرادة السياسية، للمشاركة في العملية السياسية لضمان أكبر قدر ممكن من التشاور بين الفاعلين وأصحاب المصلحة.
وتجمدت العملية السياسية لحل الأزمة السودانية، التي تقودها الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الأفريقية الحكومية (إيقاد)، قبيل عيد الأضحى، وبرزت خلافات داخلها، على خلفية إعلان الجيش إنسحابه من العملية السياسية، بغرض إتاحة الفرصة للقوى السياسية لتشكيل حكومة مدنية من كفاءات مستقلة.
وأعلن رئيس مجلس تنسيق نداء أهل السودان للوفاق الوطني، الخليفة الشيخ الطيب الجد ود بدر، عن موعد مؤتمر المائدة المستديرة لحل الأزمة السياسية في البلاد. وقال الطيب الجد إن المؤتمر سينطلق في الفترة من 13 – 14 أغسطس الجاري. وأضاف لدى مخاطبته اللقاء التنويري للبعثات الدبلوماسية، أن السودان يحتاج إلى وقفة قوية من جميع أبنائه، ومختلف مكوناته، لتجاوز الأزمة التي يمر بها.
وأوضح الجد بأن الاستعدادات تمضي بهدف عقد مؤتمر دستوري شامل من أجل الإتفاق، وإكمال التحول الديمقراطي، وتشكيل حكومة مهام تكمل هياكل السلطة، وصولاً إلى إنتخابات حرة ونزيهة. وطالب ممثلي السلك الدبلوماسي بدعم مبادرة أهل السودان للوفاق الوطني بإعتبار أنها مطروحة للجميع.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن الحلول السودانية هي الأنجع للخروج من الأزمة الراهنة، والدليل على ذلك إلتفاف قطاع عريض من السودانيين حول المبادرة. وأكد الخبراء فشل البعثة الأممية في مبادراتها السابقة وهي تحاول الآن إيجاد موطئ قدم في المشهد السوداني بعد أن تم تجاوزهم.
وتساءل الخبراء: (أين هو الدعم الدولي الذي يهدد فولكر بفقدانه ومتى أحس به المواطن السوداني الذي يعاني الأمرين في الحصول على الدواء والغذاء)؟. ونبه الخبراء إلى إزدواجية المعايير والتضارب في تصريحات فولكر بيريتس الذي يقول في إحداها أنه يرفض خروج العسكر من حوار الآلية الثلاثية، والآن يؤكد أن خروج العسكر فرصة يجب إغتنامها. وأشار الخبراء إلى محاولات فولكر المستميتة للظهور في أية عملية سياسية ناجحة، ليداري إخفاقاته وفشله في كثير من المهام التي من المفترض أن يقوم بها.