الخرطوم_ سودان بيزنس
عقد مجلس الأمن والدفاع، برئاسة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي جلسة طارئة ومشتركة إفتراضياً، عبر تقنية الفيديو كونفرنس، مع لجنة أمن ولاية غرب دارفور، بحضور نائب رئيس مجلس السيادة ونائب رئيس المجلس، الفريق أول محمد حمدان دقلو، وذلك على خلفية الأحداث المؤسفة التي نتجت عن توغل مجموعات مسلحة من الجانب التشادي إلى داخل الأراضي السودانية بولاية غرب دارفور، في منطقتي بئر سليبة وعرديبة، وتسبب في إزهاق أرواح ونهب عدد كبير من الماشية.
وإتخذ المجلس عدداً من القرارات لمنع تطور الأحداث، تمثلت في مواصلة الجهود السياسية والدبلوماسية لإحتواء الموقف والتهدئة، وحث الجانب التشادي على ملاحقة المجرمين وإسترداد المال المسروق بأسرع ما يمكن، والعمل على تعزيز قدرات ودور القوات المشتركة السودانية التشادية، وضبط التحركات على الحدود بين البلدين بما في ذلك تحركات الرعاة والعمل على مراقبة الأنشطة المختلفة وتطبيق الإجراءات الرسمية على كافة التحركات، بمثلما هو معمول به لدى الجانب التشادي.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو قد شارك مع المواطنين بالجنينة في تشييع، جثامين 18 شهيداً قتلوا، بمنطقة بير سليبة بمحلية سربا، إثر كمين تعرضوا له أثناء تتبعهم آثار إبل نهبت من قبل متفلتين تشاديين. وقدم دقلو واجب العزاء لأسر الشهداء، وطالب المواطنين بضبط النفس بما يمكن الدولة من إتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحفظ حقوقهم، مؤكداً أن حماية المواطنين مسؤولية الدولة، بوصفها المسؤولة عن حماية حدود البلاد.
وكشف حميدتي، عن زيارة مرتقبة لمنطقة الحادث للتقصي أكثر حول الحادث، ووضع التدابير الملائمة لعدم تكراره، لافتاً إلى أن مسألة تكرار الإعتداءات على المواطنين على الحدود السودانية التشادية هي مسؤولية القوات المشتركة، وأن هنالك قرارات ستتخذ، موجهاً المواطنين بعدم التجمهر وتتبع الأثر، بإعتباره مسؤولية القوات المشتركة. من جانبه قال نائب والي غرب دارفور التجاني الطاهر كرشوم، أن لجنة أمن الولاية كانت تتابع عن كثب هذه الإعتداءات، وأنها إتخذت قرارات بشأنها، مطالباً بضبط النفس وإعمال الحكمة، وترك أمر حماية المواطنين للسلطات المختصة.
وتناقلت وسائل إعلام خبراً حول إطاحة رئيس المجلس العسكري بجمهورية تشاد الجنرال محمد إدريس ديبي حاكم ولاية (فرا) الحدودية التي تسلل منها الجناة الذين قتلوا 18 من الرعاة السودانيين ونهبوا إبلهم. وإستدعى ديبي بحسب مصادر عليمة قائد القوات المشتركة إلى العاصمة إنجمينا، ووجه بملاحقة المجرمين والقبض عليهم وإسترداد الأموال المنهوبة فوراً. وأطلق ديبي تحذيرات شديدة اللهجة لجميع القوات التشادية بفرض حراسة شديدة على الحدود وحسم أي تحركات إجرامية تهدد الأمن والسلم بين الدولتين وتقطع الطريق أمام دعاة الفتنة.
وعلى الصعيد الدبلوماسي إلتقى وزير الخارجية المكلف السفير على الصادق، سفير جمهورية تشاد لدى السودان، ونقل له إحتجاج السودان وإدانته للحادث، وطالبه بأن تبذل بلاده جهداً في القبض على المتفلتين، ورد المسروقات إلى أهلها في السودان بأسرع ما يمكن .ومن جهته أمن السفير التشادي على عمق العلاقات الأخوية بين بلاده والسودان، وأكد أن تشاد لن تدخر وسعاً في الحفاظ على هذه العلاقات وتطويرها بما يخدم الأمن والسلام والإستقرار على جانبي البلدين، مشيراً إلى أن إنجمينا لن تسمح بحدوث كل ما من شأنه أن يعكر صفو هذه العلاقة.
وفي سياق العلاقات بين البلدين أنهى نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو والوفد المرافق له، والذي ضم مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أحمد ابراهيم مفضل ورئيس هيئة الإستخبارات العسكرية اللواء أحمد محمد علي صبير، زيارة قصيرة إلى جمهورية تشاد إلتقى خلالها برئيس المجلس العسكري محمد إدريس ديبي. وبحث الجانبان العلاقات الثنائية المتطورة بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح شعبي الدولتين، وناقش أيضاً القضايا الأمنية والسياسية والإقتصادية إلى جانب ملف الحدود.
وأكد خبراء ومحللون سياسيون على أهمية ومتانة العلاقات بين الخرطوم وإنجمينا، مطالبين بضرورة تفعيل الإتفاقيات المشتركة لمنع التفلتات الحدودية، وقطع الطريق أمام الباحثين عن زعزعة أمن وإستقرار البلدين والمنطقة. وقال الخبراء أن الحدود بين السودان وتشاد تشهد وجود القوات المشتركة التي أسهمت في إستقرار الحدود، ويجب دعمها وتفعيل دورها لحسم التفلتات. ونبه الخبراء إلى إستهداف الحدود من قبل بعض الجهات التي تعمل على تنفيذ أجندة غربية ومخططات مشبوهة تستهدف أمن السودان على وجه الخصوص.