حصان طروادة وكعب أخيل واستهداف السلام

الخرطوم:سودان بيزنس

رأى كثير من المراقبين ان تصريحات النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو حول تجاوز بعض الحركات المسلحة الموقعة علي السلام وادخال بعض الحركات الاخرى السلاح الي جبل مرة يعد عملا خطيرا يستهدف سلام واستقرار المنطقة بما يستوجب ضرورة مواجهته بحزم للحفاظ على أمن وسلامة واستقرار البلاد! حمل التصريح العديد من الرسائل والاشارات اولها نفى مايشاع من اتفاق خفي مابين حميدتي والحركات الموقعة في جوبا كما ظل يتم تداول ذلك في همس وان هناك اتفاق خفي مابينهم لتحقيق مصالح سياسية تغير من توازنات القوة فيما بين التركيبة المسيطرة علي القرار بالبلاد! كم يؤكد التصريح شفافية النائب في التعامل مع ملف السلام واتفاق جوبا بحيث لا يجعله حرصه علي ما ابرمه من اتفاق سلام؛ متسترا علي مخالفات وتجاوزات بعض اطراف السلام مثلما ظل كثير من المغرضين يعمل علي ترويجه بغرض استهداف السلام نفسه!
التصريح يشير الي استهداف مبيت للاتفاق وان البعض يحاول ان يتخذ منه حصان طروادة للنفاذ الي تفجير الاوضاع بالبلاد كما يدل علي ان بعض عناصر الحركات غير الموقعة ايضا مثل حركة عبد الواحد نور التي تم اتهام بعض عناصرها بادخال السلاح خفية الي جبل مرة؛ وتوظيفها أجواء السلام الذي وفره اتفاق جوبا؛ واتخاذه كعب “أخيل” الذي سوف يتم استخدامه لنسف العملية السلمية جملة بالاقليم! وقد عد كثيرون ان التصريح يمثل عنوان وتنبيه أيضاً لليقظة والحذر الذي يجب ان يتمتع بها اطراف السلام الذي يتم استهدافه من عدد من الجهات لا تريد للبلاد استقرارا ولا تنمية ولا تطور
وعلق بعض المراقبين بقولهم ان اتفاق السلام بجوبا يعتبر الشي الوحيد الذي تم إنجازه من مطلوبات الثورة والملف الوحيد الناجح حتي الان لحكومات مابعد الثورة حيث وسع من المشاركة السياسية واوقف البندقية وجعل من الجبهة الثورية بشقيها وما تمثله جماهيرها احزابا سياسية تشارك في صنع القرار وتعمل علي دعم المسار الانتقالي بالبلاد بما احدثه من توافق وسلام ورتق للنسيج الاجتماعي كطريق لتعافي الوطن؛ الامر الذي يجعل من استهداف الاتفاق هو استهداف لاستقرار البلاد والعمل علي تفتيتها وانقسامها وعودتها مرة أخرى لمربع الحرب اللعين!