الخرطوم: سودان بيزنس
أكد الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، أن السودان تحيط به مؤامرات غير مسبوقة من صنع أبنائه، مبيناً أن ذلك يعود لغياب الرؤية الوطنية الرشيدة التي تُعلي من شأن الوطن، وتغلّب المصالح الوطنية العليا بدلاً عن تغليب المصالح السياسية الحزبية الضيقة.
وقال دقلو لدى مخاطبته اليوم بأمانة حكومة ولاية غرب دارفور بالجنينة، مراسم التوقيع على وثيقة وقف العدائيات والتعايش السلمي بين قبيلتي المساليت والرزيقات، بحضور وتشريف عضوي مجلس السيادة د. الهادي إدريس، والطاهر أبوبكر حجر، ووالي الولاية خميس عبدالله أبكر، وسلطان عموم قبائل دار المساليت ووفد المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية بالسودان وعدد من أعيان القبيلتين، قال إنه يجب على السودانيين في هذا الوقت العصيب أن يديروا خلافاتهم بالحوار والشورى فيما بينهم، موضحاً أن هنالك بعض الأيادي الخارجية تعمل على هدم المعبد على رؤوس الجميع.
وأضاف دقلو إن وثيقة وقف العدائيات هي ضربة البداية لعمل طويل وشاق لطي صفحة الخلافات بين الأطراف الموقعة عليها، منوهاً إلى أن الصراع الذي وقع خلّف واقعاً إنسانياً مريراً ومؤلماً وتسبب في نزوح كثير من أهل الولاية، حيث دفعهم إلى العيش في مؤسسات الدولة بطريقة مهينة لكرامة الإنسان.
وشدد نائب رئيس مجلس السيادة، على أن الوطن يسع الجميع، مؤكداً أن الحكومة ستقف مع الحق دون محاباة لأي قبيلة أو فرد، وقال إن الجميع سواسية أمام القانون وإنه لا تمييز بسبب اللون أو العرق أو القبيلة، وهذا هو النهج الذي يحكمنا وعلى أساسه نتقاسم الأرض لنعيش عليها معاً مع احترام الحق الأدبي لأصحاب الأرض.
وقال دقلو” نعترف أن الدولة تتحمل جزءاً مما حدث لكن أنتم تتحملون الجزء الأكبر من هذه الأوضاع المأساوية، لأنكم شجعتم على القتل والتشريد والنزوح من خلال توفير الحماية للمجرمين والذين يسعون بالفتنة”
وأكد دقلو أنهم عازمون على حسم مظاهر الفوضى وانعدام الأمن كافة، وأضاف قائلاً “إما أن تقبلوا ببعضكم البعض وتعيشوا في أمن وسلام وأن الدولة ستفرض هيبتها وتوقف أي عبث بأمن وسلامة المواطنين الأبرياء حتى ولو اضطررنا إلى استخدام قوة القانون.
وأوضح دقلو أن الدور الأكبر يقع على الإدارة الأهلية في التصدي للمشاكل الصغيرة قبل أن تكبر ويصعب حلها، داعياً إلى ضرورة التواجد الدائم لقادة الإدارة الأهلية مع أهلهم للقيام بمهام التوعية والتبليغ عن المجرمين والمخربين.
وأشار دقلو إلى أنه تم إصدار قرار بعدم مغادرة رجل الإدارة الأهلية لمحليته إلا بإذن مسبق من المدير التنفيذي، وعدم مغادرة السلطان الولاية إلا بإذن من الوالي، وقال هذا قرار لن نجامل فيه.
وقال نائب رئيس مجلس السيادة إنه تم إصدار قرارات صارمة للأجهزة الأمنية بالتعامل مع أي متفلت بالحسم وعدم التهاون مع المعتدين، ولفت إلى أن الأيام القادمة ستشهد وصول قوات مشتركة لتنضم إلى القوات الموجودة في الولاية لتعمل على استتباب الأمن وتأمين الموسم الزراعي والقرى والمعسكرات.
وأوضح دقلو أنهم عقدوا اجتماعات موسعة مع ممثلي النازحين وشيوخ المعسكرات بحضور الإدارة الأهلية وحكومة الولاية ولجنة الأمن، فضلاً عن تسجيل زيارة إلى معسكر كريندق والوقوف على كل كبيرة وصغيرة، ووضع ترتيبات مع حكومة الولاية والإدارات الأهلية لتساعد في العودة الطوعية بجانب الأمن وتوفير الخدمات الضرورية التي تعين على العودة وتسهل للناس ممارسة حياتهم الطبيعية.