تقرير: سودان بيزنس
رسم خبراء ومحللون استراتيجيون صورة قاتمة لأوضاع البلاد بفعل ممارسات البعثة الدولية يونتامس اشاروا إلى أن البعثة عملت على تقسيم وتشظي الطيف السياسي والمجتمعي في السودان بفعل السياسة التي تعتمد على الاقصاء وتقريب مجموعات صغيرة على حساب مكونات كبيرة، ويرى المحلل السياسي الطيب ضوينا بأن يونتامس وما سبقها من بعثات اممية أخرى عملت بالسودان لم تقدم عملا محسوسا استفاد منه المواطن مشيرا إلى تجربة يوناميد في دارفور وكيف ان البعثة نفسها تحتاج إلى الحماية وظلت تشاهد من داخل اسوارها سقوط الضحايا من المدنيين دون تحرك ساكنا سوي إصدار بيانات مشحونة بعبارات القلق والتضامن مع أرواح الضحايا، ويمضي ضوينا بأن يونتامس سقطة في امتحان العبور بالسودان إلى مرحلة التعافي بعد أن عمقت النزاعات بين مكونات القوى السياسية والمجتمعية مما يجعلنا نذهب إلى أن هذا الدور معد مسبقا لتقسيم وتمزيق السودان وأن البعثة لديها أهداف غير معلنة تعمل على تنفيذها
ويرى الخبير الاستراتيجي الدكتور الدرديري محمد احمد أن يونيتامس كلفت بإنجاز اربع مهام ضمن تفويضها وأولى هذه المهام المساعدة في الانتقال السياسي للحكم الديمقراطي بذلا للمساعي الحميدة وتقديم المساعدة التقنية لعملية صياغة الدستور وتعداد السكان والتحضير للإنتخابات وثانيا دعم عملية السلام وتنفيذ اتفاقات وثالثا المساعدة في حماية المدنيين في دارفور والمنطقتين، ورابعا العمل على مساعدة السودان في الجوانب الاقتصادية والتنمية وتنسيق المساعدة الإنسانية، ويمضي الدرديري إلى أن البعثة نسيت مهامها الثلاث الأخيرة فليس لها أي مساع لاقناع الحلو وعبدالواحد للانضمام لركب السلام، ولم تقدم خطوة لتنفيذ اتفاقية جوبا، وهاهي تشاهد عبر شاشات الهواتف المحمولة، مثلها مثل غيرها أحداث كرينك ولا تكلف نفسها بزيارة للوقوف ميدانيا على طبيعة الأحداث، بل انها لم تفعل لترى القوات المشتركة النور، ولاتزال تضلل مجلس الأمن في احاطاتها الدورية بالقول ان هناك آلية فعالة لمنع تجدد القتال في دارفور، ولم تبذل البعثة اي مساع للمساعدة في سد الفجوة الغذائية التي يعاني منها السودان فلم تسع لاستقطاب الدعم الإنساني للمحتاجين
وبات البعثة هدف وحيد اكتفت به واهملت غيره وهو ما يتعلق بالتحول السياسي وفشلت فيه بامتياز، إذ لم تنجح بدفع العملية السياسية ولم تقدم اي مساعدة تقنية او غير تقنية لصياغة الدستور او لتعداد السكان او للتحضير للإنتخابات، بل كانت لمساعيها غير الحميدة وغير المحايدة ادوارا كبيرة في إعاقة نحو التحول الديمقراطي المنشود
ويطرح المحلل السياسي محمد السناري سوالا محوريا عن الأسباب الحقيقية التي تجعل الأمم المتحدة تستاسد على الدول الضعيفة وتخفض راسها أمام الدول القوية برغم انها تزخر بقضايا حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن تجارب بعثات الأمم المتحدة معظمها تركت من خلفها حطام شعوب ودول كما حدث في العراق وسوريا وليبيا وغيرهم من الدول، واضاف بان هناك مجموعة تحقق من خلالها مصالح دول وبعضها مصالح شخصية ومصالح منظمات دولية تتاجر بالازمات الإنسانية وتعمل على إنتاج الحروب والفوضى حتى تتلقى المنح من المجتمع الدولي