بقلم بكري المدني
* كانت الزميلة سهام منصور تصر علي زيارة مشروع (السديرة) الزراعي رفقة إدارة المشروع ومجموعة من الإعلاميين وكنت مترددا كسولا نسبة لعودتى قبل يوم واحد من إقليم النيل الأزرق ولكن استجبت لضغوطات سهام على أية حال وفوجئت أولا ان المشروع التابع لولاية الجزيرة يقع بعد منطقة جياد الصناعية مباشرة وهو مشروع متوسط المساحة ولكن ما دفع صاحبه السيد حاتم يوسف محمد على الجمع ذلك الصباح هو الإنتاجية العالية للفدان من محصول القمح والذي وصل الى 26جوال للفدان والأرض واعدة بالمزيد ولقد وعد السيد حاتم الحضور فعلا الوصول بالإنتاج الموسم القادم ل35فدان !!
* الأرض منبسطة خصبة لا مشاكل فى الري أو الحصاد وحتى الطيور تتقافز أمام الآلة الحاصدة تلتقط ما يسقط من عملية جمع القمح ومن مجمل الكلام الذي قاله السيد حاتم يوسف محمد صاحب المشروع ومجموعة من ضيوفه المزارعين والعمال يمكن تلخيص مشكلة زراعة القمح في (التمويل والشراء )وإن لم تلتزم الدولة بتمويل زراعة القمح تحديدا فإن المزارع سوف ينصرف عنها لغيرها او ينصرف عن الزراعة كلية ومن المفروض ضمان شراء الدولة لكل إنتاج القمح من المزارع حتى لا يضطر لبيعه بالخسارة للتاجر وللسمسار ذلك لأن المزارع لا يحتمل الإنتظار بتخزينه وامامه العديد من الالتزامات منها ما صرفه على الزراعة نفسها ومنها ما يتعلق بتصريف شؤون حياته الأخرى
* ان السودان يستورد نصف حاجته من استهلاك القمح سواء إن كان ذلك شراء أو هبات و بإمكان الدولة ان تستغنى عن نسبة كبيرة من ذلك بشراء القمح من المزارع السودانى بسعر تركيزي مجزي واعتماده مخزون استراتيجي وذلك يشجع الكثيرين للإتجاه للزراعة ويضمن للبلاد حاجتها من القمح ويجنبها المزايدات السياسية الدولية بسبب هذا المحصول الاستيراتيجي
* أذكر أن السيد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي الدكتور جبريل ابراهيم قد قال لنا في لقاء صحفي ان الحكومة اليابانية تدفع للمزارع ما يساوي قيمة إنتاج أرضه فى المواسم التى يضطر فيها لتركها بورا لأسباب متعلقة بإراحة والمحافظة على خصوبتها وفي السودان لا يرجو المزارع من الدولة ان تدفع له مقابل لا شيء وإنما تدفع له مقابل إنتاجه وذلك حتى لا ينهار قطاع الزراعة بابتعاد المزارعين عنها والاتجاه للعمل في مجالات أخرى هذا إضافة الى ضمان توفير مخزون البلاد الاستيراتيجي المتمثل في القمح
* عدنا بعد ساعات قلائل من مشروع السيد حاتم يوسف محمد ونحن نقلب الأفكار المبذولة لأي كائن كان على سطح الأرض من الزراعة للزراعة المختلطة وحتى إنشاء معامل متوسطة بالمزارع للصناعات التحويلية حتى تكتفى بلادنا من حاجتها ونغزو اسواق دول الاقليم المجاور من القمح والخضر والفاكهة المعلبة ومن منتجات الحيوان -لحوم و ألبان
* شكرا السيد حاتم يوسف ان جعلتنا نقف على التجربة بالأرقام والأحوال وأقول لك مما شهدنا ان لم تكفى يومها غير الطيور المنتشرة فوق أرضك عند الحصاد لكفاك يا رجل وشكرا سهام على إتاحة الفرصة لنرى عزم الرجال على الأرض وعز الأرض للرجال !