تقرير_ سودان بيزنس
في ظل أجواء مشحونة بالتوتر والخوف نجحت كل من إبوظي والرياض وكمبالا وجوبا في نزع فتيل الأزمة التي احتدمت سياسياً في السودان بين المكونيين المدني والعسكري وأوصت بتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة مجلس السيادة من أطراف العملية الموقعة لاتفاق جوبا لسلام السودان واستكمال هياكل السلطة التنفيذية.
وكشفت المصادر ان البرهان أكد لأصدقاء السودان أن بلاده تتعرض لتشويش وتضليل إعلامي ممنهج ومتعمد من قبل بعض الجهات للأزمة الراهنة.
ومع ذلك يرى الخبراء أن البرهان كشف النقاب عن انه اتفق مع ولي العهد السعودي محمد بن سليمان على تأمين ملاحة البحر الأحمر من أي عمل إرهابي يؤدي إلى زعزعة امن واستقرار منطقة القرن الأفريقي.
واعتبر الخبراء أن حديث البرهان” ليس هناك أمام القوى السياسية خيارات كثيرة للحلول إما التوافق أو تنتظر حتى انطلاق الانتخابات” بمثابة إغلاق باب التفاوض بشجاعة وافساح المسار لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي تقدما العون الفني في إطار البيت السوداني – السوداني.
وقالت مصادر دبلوماسية أن البرهان من خلال الاجتماعات الماراثونية في أبوظبي وكمبالا وجوبا والرياض لاحتواء الأزمة السودانية قدم تنازلات كبيرة لتجاوز نقاط الخلاف وتحقيق المصالح العليا للبلاد على حساب المصالح الشخصية
وأشار الخبراء إلى أن اللقاءات التي أجراها البرهان في الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية وجنوب السودان وأخيراً جوبا أوضحت بجلاء ان الدولة السودانية التي مزقتها الحرب يمكن أن تتوحد دون مزيد من الاقتتال بالتوافق الوطني وتجنيبها الانزلاق نحو الحرب”
وعلى إثر هذه المشاورات والاتصالات الإقليمية عاد البرهان إلى الخرطوم يحمل غصن الزيتون بالرغم من فقدان الثقة بين الأطراف بين المدنيين والعسكريين إلا أنه قال” متى ما جلست القوى السياسية معا ووصلت إلى توافق بينها سنعلن استعدادنا للجلوس والتفاهم معها أو نقدم لها كل ما يعينها”
ويرى الخبراء ان الأحزاب السياسية وضعت العربة أمام الحصان وقفلت أبواب الحوار تحت شعار “لا تفاوض ولا مساومة ولا شراكة” الأمر الذي قد يدفع البرهان إلى ركوب الرأس واخراج الكرت الأحمر في وجه الجميع وتسليم السلطة إلى الشعب صاحب السيادة
يرى الخبراء أن في الوقت الذي يسعى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح يتحرك على الصعيد الإقليمي من أجل المصالح العليا للوطن تسعى الأحزاب السياسية إلى صب الزيت على النار لتدمير البلاد ووقف عجلة الحياة في ولايات السودان المختلفة لتأجيج الأزمة الاقتصادية، يتسأل الخبراء هل أخطئت الأحزاب في تقديراتها بانها فقدت الشارع ولم يبقى معها الا الناشطين اللذين يمارسون العمالة مع السفارات الأجنبية