الخرطوم _ سودان بيزنس
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فرضها لعقوبات على قوات الإحتياطي المركزي لإستخدامه العنف المفرط ضد المتظاهرين. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن شرطة الإحتياطي المركزي كانت في صدارة قوات الأمن السودانية التي لجأت إلى الرد العنيف على الإحتجاجات السلمية في الخرطوم.
من جانبها قالت قوات الشرطة أنها لم تتلقَ إخطاراً رسمياً بالعقوبات الأمريكية، وعلمت بالخطوة من وسائل الإعلام. وأكد مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بقوات الشرطة بالإنابة عميد محمد الحسن أنهم طالعوا قرار العقوبات الأمريكية من خلال قناة الحدث الفضائية، وقال إن الشرطة لم تتلق أي خطابٍ أو إخطار رسمي بفرض عقوبات أمريكية على قوات الإحتياطي المركزي أحد فصائل الشرطة، مؤكداً أن الشرطة متى ما تلّقت إخطاراً رسمياً بذلك ستصدر بياناً للرأي العام حول ذلك.
وفي مسار آخر لخطة الضغط على الخرطوم تناقش لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قرار يدين قرارات الجيش السوداني منذ أكتوبر الماضي، ويعرب عن دعم الولايات المتحدة للشعب السوداني. وقالت الصحفية المتخصصة في شؤون الكونغرس رنا أبتر أن مشروع القرار غير الملزم الذي طرحه رئيس اللجنة الديمقراطي بوب ميننديز يدعو غداً الأربعاء، إدارة بايدن لفرض عقوبات على المسؤولين عن قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر.
وتعليقاً على هذه التطورات قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن أن سيف العقوبات الأمريكية يلوح مجدداً بعد أن أحست واشنطن أنها في طريقها لفقدان السودان لصالح معسكر آخر فجن جنونها وكثفت من ضغطها لإعادته لبيت الطاعة. وأكد خالد أن العقوبات على السودان غير مجدية كما أكد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في لقاء تلفزيوني شهير. وعلى واشنطن البحث عن بدائل غير التهديد لكسب ود الخرطوم وتطبيع العلاقات معها لما فيه مصلحة البلدين.
وفي السياق أكد رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي أن تهاون السودانيين جعل التدخلات الخارجية تكثر في تحديد مصير السودان. وأوضح الفاضل خلال إفاداته في برنامج (حديث الناس) على قناة النيل الأزرق أن القوات المسلحة هي المسؤولة عن تأسيس ورعاية الفترة الإنتقالية والصراع الآن قائم على السلطة الإنتقالية التي لا يمكن تسليمها لأي جهة غير منتخبة ولا يمكن إبعاد العسكر من المشهد حالياً.
وأكد خبراء ومحللون سياسيون أن من ينتظرون الدعم من أمريكا فهم واهمون. لأن أمريكا ليس لديها لشعوب العالم سوى العقوبات والتهديد والوعيد. أما الدعم والمساعدة فهو خارج أجندتها. ونبه الخبراء إلى الوعود الغائبة التي بذلتها أمريكا بعد ثورة ديسمبر ولم تنفذ منها شيئاً لكنها بالمقابل تمارس أبشع أنواع التدخل في شؤون السودان وتتقمص دوراً أشبه بـ (البعبع) لتخويف الحكومات وتجويع الشعوب خدمة لمصالحها وأطماعها التي لا تنتهي.