لأول مرة.. سيدة سودانية تقيم حفلاً ضخماً بمناسبة طلاقها

لأول مرة.. سيدة سودانية تقيم حفلاً ضخماً بمناسبة طلاقها

 

 

قد تكون فكرة الاحتفال بالطلاق غريبة عن مسامعنا في المجتمع العربي، ولعلها تبدو صادمة للوهلة الأولى، لأن الطلاق أبغض الحلال خاصة بالنسبة إلى الزوجة التي يعسر عليها أن تعيد حياتها، إذ لا تزال صورة المرأة المطلقة سلبية حتى يومنا هذا، لكن بالرغم من هذا فإن الاحتفال بالطلاق في المجتمعات الغربية سرعان ما انتقل إلى البلدان العربية ومنها السودان، واختلفت الآراء ما بين رافض تماما لهذه الفكرة ووصفها بالسخيفة والتقليد الأعمى للغرب، وبين من أيدها واعتبرها تعبيرا عن سوء أوضاع المرأة وظلمها من خلال القوانين التي تجعلها سجينة زوج خائن أو قاسي القلب واضطهاد مجتمع ذكوري يجعلها تعيش تعيسةً أو لا تحصل على طلاقها إلا بعد عذاب مرير، الأمر الذي يدعوها إلى الاحتفال باسترداد حريتها من جديد.
وظهرت في السنوات الأخيرة في العاصمة السودانية الخرطوم “موضة” حفلة الطلاق، حيث تحجز السيدة التي حصلت على طلاقها صالة أفراح أو قاعة في فندق وتطبع “بطاقة دعوة” تستدعي فيها الأهل والأقارب والصديقات لمشاركتها فرحتها بالطلاق.

مؤخرا اقامت سيدة سودانية في الخرطوم حفلاً ضخماً بمناسبة طلاقها ، وقالت في تصريحات صحفية إنها سعت كثيراً وماطلها الزوج، لذا بدت السعادة بحصولها على ما تمنت .

وانضافت مؤخرا إلى بطاقة الدعوة إلى الخطوبة والعرس والمناسبات السعيدة الأخرى بطاقة جديدة تحمل عنوان،”بطاقة دعوة إلى حفلة طلاق”، نعم فلقد صار من الممكن في العاصمة السودانية أن تجتمع الفتيات لحضور حفلة طلاق صديقتهن من زوجها، فيذهبن إلى صالون الحلاقة ويخترن أفضل ملابسهن، وإن كانت المناسبة مفاجئة تلجأ الفتيات إلى كراء فستان يليق بالمناسبة ويتجادلن في الهدايا، فصديقتهن تحب الشيكولاتة والأحذية الرفيعة والعطر الجيد، الصديقات ينسّقن حتى لا تتكرر الهدية في مناسبة قد لا تعاد مرة أخرى، ويذهبن بكل سرور لتلبية دعوة حفلة الطلاق حفلة يزغردن فيها ويرقصن على أنغام الموسيقى وأغاني الحياة.
في السنوات الأخيرة ظهرت موضة حفلة الطلاق حيث تحجز السيدة التي حصلت على طلاقها صالة أفراح أو قاعة في فندق أو تهيئ غرفة الصالون في بيت أهلها حسب إمكانياتها، وتطبع بطاقة دعوة تستدعي فيها الأهل والأقارب والصديقات لمشاركتها فرحتها بالطلاق الذي لا تقل تكاليف الاحتفال به عن تكاليف الزواج.

المطلقة في حفلتها ترتدي فستانا ملوّنا زاهيا وبراقا، وتصدح قاعة الحفل الفخمة بأصوات الزغاريد والموسيقى الراقصة والأغاني التي تعبّر عن الفرحة بالخلاص وامتلاك الحرية، ولا يغيب قالب الحلوى الكبير الذي تتوسطه دمية عروس وهو خال من دمية العريس، أو تكون أحيانا دمية العريس في أسفل الكعكة ومقلوبة كناية عن الخلاص منه وسقوطه من حياتها.
ويرى الأخصائيون الاجتماعيون أن الهدف من إقامة حفلات الطلاق هو التخلص من الضغط النفسي وإزالة التداعيات السلبية التي تخلّفها حالات الطلاق على الزوجة، في محاولة للتخفيف من الآلام العاطفية وما ينتظرها من ردة فعل المجتمع من حولها.
وتختلف أسباب الفرحة بالطلاق كما تختلف نظرة المجتمع إلى هذه الظاهرة الجديدة، فمن المطلقات من تقيم حفلة خلاصها من الزواج بالنظر لما عانته في سنوات الزوجية، ومنهن من تريد أن تثبت للمجتمع أنها مازالت سعيدة رغم طلاقها، عكس ما يعتقد البعض بأن المطلقة انتهت حياتها وأصبحت في مرتبة دونية.

 

الحاكم نيوز