الخرطوم سودان بيزنس
أطلقت بعثة الأمم المتحدة «يونيتامس» السبت، عملية سياسية بين الأطراف السودانية للوصول إلى اتفاق لحل الأزمة السياسية الجارية في البلاد، والمضي قدما نحو الديمقراطية والسلام.وقال المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتس في بيان: “لقد حان الوقت لإنهاء العنف والدخول في عملية بناءة وستكون العملية شاملة للجميع وستتم دعوة كافة أصحاب المصلحة الرئيسيين من المدنيين والعسكريين بما في ذلك الحركات المسلحة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمجموعات النسائية ولجان المقاومة”.وأضاف البيان “ستبقى الأمم المتحدة ملتزمة بدعم تحقيق تطلعات الشعب السوداني إلى الحرية والسلام والعدالة”يأتي ذلك في ظل رفض واسع لتمدد البعثة الأممية واتهامها بالتدخل في الشأن السوداني بلا سقف وقد أعلنت مجموعة الحراك الوطني عن وقفة احتجاجية تطالب بطرد البعثة ورفض تدخلاتها.
مؤشرات
تبدو مؤشرات وعوامل الفشل أكبر من نجاح المبادرة الأممية فهنالك عدم ثقة من المكونات الوطنية في المنظمة الدولية التي يسيطر عليها الغرب ويقول الخبير الاستراتيجي الدكتور الطاهر محمد صالح أنه قد أظهر العام الماضي بوضوح و بصرف النظر عن الوعود الطويلة بالدعم والمساعدة ، من البعثة الاممية، لا يمكن توقع إجراءات حقيقية من “الشركاء” الغربيين. كما أن المشاورات والخطط العديدة للتغلب على أزمة السودان ، والتي اقترحها المسؤولون بشكل دوري ، أدت فقط إلى إغراق البلاد في حالة من الفوضى وقال الطاهر السودان اليوم على شفا حرب أهلية. ومع ذلك ، وبعيدًا عن القلق ، لا يوجد رد فعل آخر من الغرب ومنظمات الأمم المتحدة وقال الطاهر علينا البحث عن حلول وطنية بعيداً عن روشتات الغرب التي لم ولن تشفي بلادنا من عللها السياسية.
فشل متكرر
وفي السياق ذاته يقول الخبير الإعلامي فوزي بشرى انه للأسف ليس للأمم المتحدة سجل مشرف في التدخل لحل الأزمات و الصراعات في الدول.. فهي لم تصب نجاحاً و لا فلاحاً في سوريا و لا اليمن و لا ليبيا و لا القضية الفلسطينية و لا غيرها من بؤر الصراع وشاشات التلفزة تتابع وفود الأمم المتحدة و مبعوثوها وهم يذهبون و يجيئون و تتابع جولات ( وساطاتهم و رعايتهم غير المجدية ) تنعقد و تنفض بلا كثير نفع يعود على شعوب هذه الدول التي عقد بها الصراع إلا من إرادة الإفناء المتبادل.
و الحال كذلك هل من أمل في ( حكمة و رشد و عقل و ضمير ) النخبة السودانية بمدنييها و عسكرها و قواها الحديثة و تكنوقراطها و شيوخها و مكوكها و شرتاياتها ) و لجان مقاومتها وأحزابها و الحرية و التغيير بمركزيتها أو بميثاقها أن يؤوب هؤلاء جميعا الى فضيلة التواضع و الى شيئ من نبالة و فروسية و كثير من خلائق العظام للدخول في حوار سوداني يجنب البلاد المسار الوعر لما سيصير بعد قليل ( عملية السلام السودانية) فالذين ( دخلوا هذه العمليات ) لم يخرجوا أبداً.
أطماع الغرب والحل الوطني
وفي إطار نقد المبادرة الأممية التي رحبت بها جهات بما فيها مجلس السيادة ورفضتها أحزاب وكيانات والمجتمع يقول الأستاذ إسماعيل علي الخبير السياسي انه كلنا يعلم بفشل النخب السياسية السودانية منذ الإستقلال وحتى الآن.. وعدم قدرتها في وضع المشروع الوطنى المتوافق عليه اضافة الي غياب الارادة الوطنية في إدارة الدولة وعدم القدرة على توظيف القدرات البشرية في الاستفادة من الإمكانيات والموارد الطبيعية من مياه ومعادن نفسية وأراضى زراعية وطاقات احفورية ومتجددة وموقع متميز ..
مع المعطيات اعلاه ومع وجود صراع عالمى حول الموارد الاستراتيجية وغياب المشروع الوطنى المتوافق عليه..حتما سيتدخل الخارج على رأسه امريكا والغرب الاوربي للاستفادة من موارد السودان بأقل تكلفة في ظل عجزنا وكيدنا السياسي وصراعاتنا المدمرة علي السلطة ويالتالي تحول السودان بالفعل الى مستعمرة متعددة الجنسيات وبؤرة نشطة للصراع الدولي والإقليمي حول الموارد الاستراتيجية..
وقال المبادرة الأممية ليست الحل ونستطيع أن نعبر وننتصر فقط إذا توفرت الإرادة الوطنية الراسخة وصولا إلى التراضي الاجتماعي والوفاق السياسي الذي يحقق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة عبر مشروع وطني متوافق عليه يتجاوز أطماع الغرب .