*يحتفل العالم في ١٧ مايو من كل عام باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات،ولخصوصية الظرف العالمي هذا العام وجائحة كورونا التي فرضت لتكنلوجيا الاتصالات والمعلومات دورا حاسما وكبير أكثر من أي وقت مضى كان موضوع اليوم العالمي للعام ٢٠٢١ هو تسريع التحول الرقمي في الأوقات الصعبة، لذلك فأن اليوم العالمي للاتصالات يعد فرصة مهمة لتسليط الضوء على مساهمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الوصول إلى مجتمع رقمى وسد الفجوة الرقمية من أجل تحقيق التنمية الذكية والمستدامة في جميع المجالات.
* رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة عززت من الجهود الوطنية لتعظيم الدور الفاعل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحسين جودة حياة المواطنين ورفع كفاءة الخدمات المقدمة لهم وهو الأمر الذي اتخذت فيه المملكة خطوات واسعة في ضوء خطط ومشروعات(2030).
– بفضل الله ثم بفضل الدعم الذي يلقاه قطاع الاتصالات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – وحكومتهما الرشيدة أصبح سوق الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية هو الأكبر بمنطقة الشرق الأوسط الأمر الذي جعل المملكة تحقق مراكز متقدمة بين دول العالم في نسبة الإنتشار لخدمات الاتصالات المتنقلة هذا غير تصنيف المملكة ضمن أفضل 10 دول متقدمة في العالم لما تمتلكه من متانة في البنية التحتية الرقمية ولقد سعت المملكة الى تمكين الجميع من استخدام خدمات حكومية فعالة بطريقة آمنة ومتكاملة وسهلة من خلال قنوات إلكترونية متعددة وذلك بتخصيص وزارة للاتصالات وتقنية المعلومات إضافة الى برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية “يسّر” ليقود التحول الرقمي للجهات الحكومية في المملكة العربية، ويُحسّن من خدماتها عبر تمكين الكل وتحفيزهم لتوفير حلول تقنية تكاملية مستدامة وتطوير جودة وفاعلية الخدمات الرقمية في القطاع الحكومي وتمهيد الطريق للجهات الحكومية لتوفير خدمات ذات جودة وكفاءة للأفراد وقطاع الأعمال، لرفع العوائد الاستثمارية وإضافة القيمة للاقتصاد الوطني.
* والأن تعيش المملكة تطورا سريعا في عالم التقنية واتجهت مؤسساتها بقوة نحو الرقمنة في خدماتها كافّة وحرصت على تبني مفهوم التحول الرقمي الحكومي باستبدال العمليات الرقمية بالتقليدية ووضع خطط واستراتيجيات لضمان تحقيق أهدافها بجودة وكفاءة حيث تهدف للوصول إلى حكومة رقمية متكاملة تيسر الخدمات للمستفيدين كافة جعل من محافظات ومناطق المملكة تشهد أكبر وأسرع عملية إنتشار في مجال خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات لتحصل المملكة بكل ذلك على إشادة الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) في تقرير حديث للإتحاد مشيدا بالتطور اللافت والمتسارع لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية والذي عدّ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالمملكة كمنظم للقطاع, أنموذجًا رائدًا في التحول نحو تصنيف منظمي قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ضمن الفئة الأعلى نضجًا (الجيل الخامس)منوهًا بنجاحها في مواجهة وتجاوز التحديات في أعلى مستويات النضج التنظيمي عالميًا من خلال وضع استراتيجية طموحة للتحول نحو منظم رقمي، تتواءم مع التوجهات العالمية في هذا المجال، وتساهم في دعم الابتكار وتبني التقنيات الناشئة، إلى جانب وضع محاور استراتيجية لتحفيز الاقتصاد الرقمي.
*وأشار التقرير أيضا إلى إعطاء المملكة الأولوية للنمو السريع لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لديها والسعي إلى التنويع الاقتصادي المستدام كجزء من رؤيتها 2030 لافتا إلى أن تبني الرؤية في أحد محاورها لاستراتيجية اقتصاد رقمي مزدهر، قد ساهمت في تعزيز جهود منظم القطاع، وأكدت على حماية المستفيدين عبر تقديم خدمات موثوقة، مع ضمان المنافسة العادلة وتحقيق التوازن بين الاحتياجات المتنوعة لأصحاب المصلحة المتعددين وأوضح تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات ان الفترة الاخيرة قد شهدا تطوراً نوعياً على مستوى الصلاحيات لمنظم القطاع في المملكة، واصفاً ذلك بالقدرة على المواكبة للمتغيرات المتسارعة في القطاع عالمياً وكشف التقرير الى ذلك أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة كما في بقية العالم واجه تحديات على مستوى البيئة التنظيمية، غير أنه واجهها بسلسلة من المبادرات النوعية ومنها تشجيع الاستثمار وتطوير البنية التحتية مع ضمان الوصول إلى خدمات عالية الجودة حيث تم استثمار 15 مليار دولار أمريكي في البنية التحتية الرقمية بما في ذلك تحقيق مراحل النشر الرئيسية للبنية التحتية للشبكة وجودتها، مضيفاً أن سرعة تنزيل النطاق العريض للأجهزة المحمولة قد وصلت إلى 77.55 ميجابت في الثانية في اواخر العام الماضي، وزادت تغطية الهاتف المحمول إلى 99% من السكان للجيل الثالث و 94% للجيل الرابع. كما كشف التقرير أن هيئة الاتصالات السعودية عملت بشكل تعاوني أثناء جائحة كورونا وبشكل سريع وفعال مع مقدمي الخدمات لتلبية الزيادة في الطلب على الوصول إلى البيانات عبر الإنترنت مع زيادة السرعة والسعات، وتزويد المشغلين بنطاقات إضافية للطيف الترددي، لافتاً إلى أن هذه الاستجابة السريعة قد لعبت دورًا مهمًا في تمكين العمل عن بُعد واستمرارية الأعمال ودعم تطبيقات التوصيل وخدمات الحكومة الإلكترونية والتعليم والصحة عن بُعد في جميع أنحاء المملكة.
*وإمتد إهتمام المملكة بتوطين تقنية الإتصالات وصناعتها ليصل الي صناعة الاقمار الإصطناعية وريادة الفضاء والذكاء الإصطناعي، واجتهدت في دعم الجامعات والمراكز البحثية وتطوير وأنشأت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وأهتمت بالكوادر الوطنية الشابة فعانقت أحلام وطموحات وأقمار السعودية عنان السماء وأستقرت فوق هام السحب..!
*اذا فأن ما حققته المملكة من نتائج متقدمة في المؤشرات العالمية لقطاع الاتصالات هو انعكاس لتوجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز قطاع الاتصالات، كونه أحد المحركات الرئيسية للتطور في العديد من القطاعات والبوابة لدخول حقبة الثورة الصناعية الرابعة بما تتضمنه من مستجدات، كإنترنت الأشياء، والجيل الخامس، والتقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والنقل الذكي و إن ما تحمله الأيام المقبلة من بشائر لهو أمر يجعل الجميع مطمئنا على نجاح هذا التوجه الذي سيضع المملكة في موقعها الطبيعي الرائد في كل المجالات وصنع المستقبل المستحق لبلادنا وأجيالنا القادمة بأذن الله وتوفيقه.