السودان وإسرائيل
الأصل في العلاقات بين البلدان المختلفة في تقدير الدين والعلاقات الدولية والنظم الدبلوماسية أن تكون علاقات طبيعية لا عكرة فيها.
وأسس نظم العلاقات الخارجية تتيح التعاون الدولي وإبرام اتفاقيات وبروتوكولات التعاون الاقتصادي والتجاري والخدمي في مجال التعليم والصحة، وتبرم هذه الاتفاقات في ظل مفاوضات وتشاور داخلي وعرض الفكرة وصياغة متن الاتفاق بطريقة تضمن تحقيق مصالح حقيقية، وهذه مرحلة سابقة لكل شيء.
وفي حالة بذل اي مسعى لتحسين العلاقات مع إسرائيل يجب إبراز ثوابتنا القيمية والأخلاقية والعقدية حيال القدس الشريف وبيان مواقفنا الراسخة في هذه القضية، ثم يجب حماية الدولة وأراضيها بإعادة صياغة القوانين المتعلقة بالأراضي الاستثمارية حتى لا تخرج من دائرة النفع الذاتي للبلاد، لأن القوانين الحالية تمكن الأجانب من تملك الأراضي.
ومن جانب آخر يجب التصريح أن السودان متأزم من سياسات إسرائيل في فلسطين، وأنه سيسعى لعلاج الأشكال التاريخي من واقع إرث السودان القديم وماضيه المجيد في حماية المقدسات الدينية.
هذه الممهدات والخطوط العريضة تساهم في إبرام بروتوكول تعاوني محدد ببرنامج محدد ومدروس ومحاط بقيود تحفظ للبلاد هويتها وقيمها التاريخية.
وبلاشك خيارات السلم هي دائماً في المقدمة، ولها الأولوية المطلقة،وكما قال أستاذنا العلامة الشيخ الدكتور عبد الله بن بيه: “السلم بساط العدل”، وعلى الجميع توسيع النظر في القضايا المصيرية وأبعادها من المكاسب السياسية الرخيصة والمحاصصات الحزبية المهينة.
وفي اعتقادي من اللازم عقد مؤتمر تشاوري لرسم خطوط لعلاقات السودان الخارجية؛ يكن هذا الموضوع احد أجندته الرئيسة، ومعلوم أن الحكم على الشيء فرع من تصوره، والعلم و الشورى والتداول هي أهم أسس الدولة.