يهنيء المركز الوطني ” لمراقبة مبدأ المواطنة و صون التعددية ” الشعوب السودانية بعيد إستقلالها الوطني من نير الكولنياليات التركية و المصرية و البريطانية التي إستعمرت البلاد مشتركة أو مجتمعة و في تواريخ مختلفة، آخرها الإستعمار البريطاني. كما يقدم المركز التحية الوطنية لكل قوى الثورة الجماهيرية في مساهمتها الوطنية النضالية الكبرى و المستمرة التي عمت كل الجغرافيات السودانية، شمالا و جنوبا، شرقا وغربا و وسطا من اجل الحرية و الإستقلال و نيل البلاد سيادتها و هي “السيادة” محل “ الجدل” اليوم بالإضافة إلى السوداني في كرامته الوطنية و المواطنية ” محط الإشكالية”، و في مفارقة ليست موضوعية بعد اكثر من ستة عقود، لهذا ضروريا امام هذا المنعطف الحاسم في تاريخ البلاد، ان ينتهز “ المركز الوطني لمراقبة مبدأ المواطنة و صون التعددية” هذه السانحة التاريخية الوطنية ذات الرأسمال الرمزي و المعنوي الكبير و المؤرخة في السجل الوطني بدم مواطناته و مواطنيه،،،، ليؤكد الآتي:-
*أولا* : يهيب المركز و يدعو الجماهير السودانيه و قواها المدنية و العسكرية و الإجتماعية و الأهلية و نخبها إلى تحويل اجواء الإحتفالات و الخطب في يوم الفاتح من يناير،2023 إلى وقفة صمت وطنية نقدية و معرفية جادة للراهن المعاش و الماضي التعيس الذي أنجب هذا الواقع و لمستقبل هو مجهول جراء تجربة الدولة الوطنية ما بعد الإستقلال و سير نظامها الذي عجزعن الإيفاء بإستحقاقات مواطنيها كمواطنين و مواطنات و ترك شبابها هائما ، بل و الأكثر من ذلك، ما زالت منظومة الدولة الوطنية الأولى المنتهية الصلاحية و المستهلكة حتى في فشلها، تعيد إنتاج فشلها و تقوم بتصدير ازمة فشلها إلى الاجيال، جيل بعد جيل، دون ضمير وطني أو مسئولية تفترض ان تكون وطنية بالضرورة .
*ثانيا* : إن تشخيص المركز للوضعية التاريخية لحال المشروع الذي يسمى “ دولة”، إنه في مرحلة مفارقة تاريخية و إستتثائية لتراجع حراك التاريخ السوداني افقيا و عموديا،عوض تقدمه، و لتمثل في الحصيلة ” نكبة” سودانية مكتملة الاركان و هو في العقدين الأوليين للقرن الواحد و العشرين مقارنة مع تطور الأمم و صيرورتها العالمية و الإقليمية. هذا المعطى الصادم يضع الدولة “المشروع” و الشعوب داخل ترابها الوطني، بين خيارين إما الإستعداد لدخول التاريخ و القفز إلى أعلى بممسكات وطنية صلبة و مؤسسة أو التهيؤ للخروج منه، و في الأول يتطلب دفع إستحقاقات الدخول بإرادة وطنية جديدة و عقلانية تفارق كل منطلقات الدولة الوطنية الأولى الفاشلة. أما في الثاني، لا يريد إلا إستعجال التمادي و زيادة سرعته ما أمكن.
*ثالثا* : يدعو المركز إلى مشروع الدولة الوطنية الثانية الذي يستند على مشروع نهضوي وطني فعال و حديث و يقوم على تأسيسات وطنية جديدة و بملائمة متواءمة مع العقدة المركزية في الدولة و المتمحورة حول تفعيل المواطنة و مستحقات هذا المبدأ و وثيقة “ لحقوق الإنسان و المواطن السوداني” و مشروعا للتعددية على نسق الإختلاف و تحويل الحركة الجماهيرية إلى حركة وطنية من اجل المواطنة و التعددية و النهضة و العدالة لتاسيس الدولة الوطنية الثانية الديمقراطية و المدنية على إنقاض الدولة الوطنية الأولى العاجزة التي شاخت و كُبرت و مفارقتها بقطيعة تامة مع منظومتها سبب الخلل و الفشل التاريخيين..
محجوب حسين
رئيس المركز الوطني”لمراقبة مبدأ المواطنة و صون التعددية”