استحسن كثير من المتابعين لخطاب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو الذي القاه مؤخرا بقاعة الصداقة دعوة حميدتي لحركتي عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو الانخراط في العملية السلمية وهو في معرض حضه جميع المواطنين علي التوجه نحو التسوية السياسية التي تعمل من اجل استقرار الوطن وتنميته لفائدة الجميع؟ وذلك بقوله: (التسوية دي بتحييكم، بتحيي السودانيين كلهم، وتساوي الناس مع بعض، الناس تتكلم عن التنمية واستقرار ونهضة السودان، طالما بيتكلموا عن كده، نحن تاني نقول شنو!، دي نحن الحاجة العاوزنها)!
ورغم دعوته الحركتين الانخراط في العملية السلمية الا انه اعذرهما في عدم الرغبة في خوض عملية سلام في ظل ظروف الهشاشة الأمنية التي تمر بها البلاد ! بل وانعدام وجود حكومة يتم التفاوض معها هذه الأيام ! الا انه شدد علي الالتزام باتفاق وقف العدائيات ووقف إطلاق النار ، دفاعا عن المواطنين بحيث ذكرهما ان من يسكنون هذه المناطق هم مواطنين يجب علي الدولة حمايتهم كما يجب علي الحركتين ايضا العمل لحمايتهم لأنهم سودانيون سواء كانوا فيما يعرف بالمناطق التي تحت سيطرة الحكومة او الحركات مادامت ترفع شعار الدفاع عن المواطن فلا فرق كلهم سودانيين وجب العمل علي حمايتهم وتوفير الامن والاستقرار لهم! محذرا من مغبة استهدافهم وتشريدهم بالنزاعات والحروب ، وتلك لم تكن شعارات يرفعها فقط ، فطالما ساهمت قوات الدعم السريع في حماية المواسم الزراعية والحصاد بالنسبة للمواطنين بل وترحيل الطلاب الممتحنين من والي مناطق سيطرة الحركات لانهم مواطنون سودانيون لا يتعامل معهم بتصنيف او اي تمييز!
يرى كثير من المتابعين والخبراء ان دقلو بات يعمل في كل المسارات التي يمكن أن تقود الي معالجات للاوضاع السودانية المأزومة! في سبيل ايجاد حل للازمة السياسية المستحكمة ومواصلة العملية السلمية واستكمال السلام بالبلد وذلك احد مطلوبات الثورة التي رفعتها ضمن أضلاع مثلث شعارها الشهير “حرية سلام وعدالة” لهذا يرون ان اعلان انحيازه للثورة ولشباب الثورة ينبع من التزام حقيقي وبصيرة ماضية في التخندق مع الثورة وتنفيذ مطلوباتها وملفاتها الحيوية!
لهذا يعتقد الجميع ان حميدتي تناول بصورة مباشرة وشفافة أخطر ماتحتاجه البلاد وماهي في أشد الحاجة اليه باعجل ماتيسر ! دون مواربة او مداراة، وذلك ينحصر في اثنين اولهما التوافق الوطني وتوحد ابناء البلاد لاستكمال مسار انتقال البلاد وهي التسوية الماضية الآن! وثانيهما السلام واستكمال ماتبقى منه بانحراط بقية حركات الكفاح المسلح فيه بصورة عملية جادة! وهي قضايا ضرورية ولازمة لاحداث اي تطور واستقرار في البلاد!