أكد رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أن السودان، يستشرف مرحلة جديدة، يتطلع فيها الشعب إلى توافق وطني تشارك فيه كل القوى السياسية والمجتمعية والشبابية، لافتاً إلى بروز عدد من المبادرات للتوصل إلى حل للوضع الراهن. وجدد البرهان تأكيداته بخروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية للوصول إلى إتفاق يفضي إلى حكومة مدنية إنتقالية تتشكل من الكفاءات الوطنية المستقلة، لتقود البلاد إلى إنتخابات حرة ونزيهة، مضيفاً أن القوات المسلحة ستعمل على حماية الفترة الإنتقالية وصونوحماية الوطن.
وأعلن البرهان خلال مخاطبته الإجتماع السابع عشر للجنة التنسيق الإقليمية لمدراء ورؤساء الأجهزة الأمنية والمخابراتية بإقليم البحيرات العظمى، بمباني الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية بالخرطوم، إستعداد السودان للمساهمة بدور إيجابي وتوفيقي لإطفاء بؤر النزاع في القارة والإقليم، ودفع الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والسلم في شرق دولة الكنغو الديمقراطية، إلى جانب عودة العلاقات بين دولتي الكنغو الديمقراطية ورواندا، مشيراً إلى أن السودان ظل يضطلع بدور رائد من أجل إستقرار الإقليم وأمن القارة الأفريقية، من خلال رعايته لإتفاقيات السلام في دولة جنوب السودان، وسلام الخرطوم الخاص بجمهورية أفريقيا الوسطى، إلى جانب إستضافة أعداد كبيرة من اللاجئين الذين وفدوا للسودان جراء النزاعات بدول الجوار.
وفي خطابه بأكاديمية الأمن العليا أكد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو أن السودان يواجه تحديات كبيرة، تتطلب تعاون وتكاتف أبنائه من أجل معالجتها والتغلب عليها، من خلال الإتفاق بين جميع السودانيين، وصولاً لإنتخابات حرة ونزيهة، مشيراً إلى الإمكانيات والموارد التي يذخر بها السودان، والتي يجب إستغلالها الإستغلال الأمثل. وأمن دقلو على أهمية أجهزة المخابرات، بوصفها رأس الرمح في الكشف المبكر عن المُهدّدات، وإتخاذ الإجراءات اللازمة، للحد منها ومحاصرة آثارها، وأضاف أن ما يقع عليها من مسؤوليات كبيرة، يتطلب إعداداً وتدريباً نوعياً لمنسوبيها، وتسليحهم بأحدث التقنيات لمجابهة تحديات الإرهاب، والإتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، وتهريب السلاح، وغيرها من الجرائم العابرة، التي تحتاج للتعاون والتنسيق بين دول المنطقة والعالم.
وأوضح نائب رئيس مجلس السيادة، في الجلسة الختامية لإجتماعات أجهزة الأمن والمخابرات لإقليم البحيرات، أن التطور الهائل الذي يشهده العالم، جعل التحديات عابرة للدول والقارات، مضيفاً أنه لا يمكن لأي دولة العمل منفردة بمعزل عن الدول الأخرى، مؤكداً أهمية التعاون والتنسيق للإحاطة بكافة المهددات وتحديد الإجراءات المناسبة، التي يمكن القيام بها، لإبعاد شبح هذه المُهدِّدات عن إقليم البحيرات بصفة خاصة، والقارة الأفريقية بوجه عام. وأبان أن الجميع يدرك حجم التحديات على المستويات كافة، المحلية والإقليمية والدولية، والتي لها تأثير مباشر على المجتمعات في الإقليم.
من جانبه قال الناطق الرسمي بإسم مجلس حكماء شباب ونساء السودان ورئيس حزب الشعب الديمقراطي يحي حاج نور أن خطابات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو في أكاديمية الأمن العليا، كشفت أنهما يعملان برؤية موحدة وتنسيق تام لرسم مستقبل مشرق للسودان، إلى جانب المساهمة الفاعلة في تحقيق الأمن الإقليمي والدولي. وأشار يحي أن البرهان وحميدتي أكدا أكثر من مرة على ضرورة إتفاق وتوافق السودانيين، ليصل الجميع إلى الإنتخابات وتحقيق التحول الديمقراطي المنشود، ولكن لا حياة لمن تنادي. وأضاف يحي أن إنسحاب المؤسسة العسكرية عن المشهد السياسي لم تستفد منه القوى المدنية حتى الآن نتيجة للتشاكس والخلافات.
وحول رؤية المكون العسكري بشأن الحكومة المدنية الإنتقالية، أكد رئيس حزب الشعب الديمقراطي أنها رؤية واضحة، وهي تتحدث عن تشكيل حكومة من كفاءات وطنية مستقلة بعيداً عن الإتفاقات الثنائية التي يروج لها البعض. مشيراً إلى الأدوار المهمة التي تنتظر الحكومة المرتقبة في قيادة ما تبقى من عمر الفترة الإنتقالية، والإعداد للإنتخابات وصولاً إلى التحول الديمقراطي المنشود. وأضاف يحي: (آن الأوان لتوحيد المبادرات والوصول إلى رؤية تنهي تطاول أمد الفترة الإنتقالية، وتقود السودانيين إلى صناديق الإقتراع).