في خطوة يعتبرها الكثير من المراقبين للاوضاع السياسية في السودان بانها كانت مفاجئة ؛ خاصة أنّ السودان يمر بمراحل حرجة وفيها احتقان سياسي لا تخطئه العين لا سيما عقب الاجراءات التصحيحية التي اتخذها رئيس المجلس الانتقالي الفريق اول عبدالفتاح البرهان في الخامس والعشرين من اكتوبر من العام الماضي 2021م .
إنّ السودان يعيش هذه الايام ازمة سياسية مستفحلة ؛ غاب معها النضج السياسي والحكمة لدي السياسيين ورؤساء الاحزاب السياسية .
ففي خضم هذه الاجواء الملبدة بالغيوم وانعدام الرؤية الكلية للحل السياسي السوداني او التوافق الوطني استقبل السيد نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي ؛ الفريق أول محمد حمدان دقلو بمكتبه بالقصر الجمهوري يوم امس الآلية الثلاثية التي تضم “فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة بالسودان ؛ والسفير محمد بلعيش الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي ؛ وممثل منظمة شرق ووسط افريقيا “الإيقاد” محمد يونس
إنّ هذا اللقاء بحث التطورات السياسية التي تشهدها البلاد ؛ في ضوء الحراك بين المكونات السياسية المختلفة من احزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني الاخرى ؛ بُغية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السياسية الراهنة والتي اصبحت تتفاقم كل يوم .
من جانبه فقد أشاد السيد نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي ؛ بجهود الآلية الثلاثية وسعيها الدؤوب في تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية من احزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني ولجان المقاومة وناشطين والمكون العسكري ؛ مؤكداََ على ضرورة التوصل إلى حل سياسي فيه الحد الادنى من الاتفاق من خلال اتفاق يمهد لتشكيل حكومة كفاءات لاستكمال ما تبقى من الفترة الانتقالية ؛ ينهي حالة الشد والجذب بين كآفة الاطراف ؛ مُشيراََ في الوقت ذاته إلى حكمة الشعب السوداني التي يتمتع بها في تجاوز المصاعب والعقبات والازمات كافة التي تواجه البلاد .
من جانب آخر فقد وصف الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي بالسودان السفير محمد بلعيش في تصريحات عقب لقاء الآلية الثلاثية بالسيد نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي ؛ بالإيجابي والبنّاء موضحاً أنّ اللقاء تناول التطورات الجارية في الساحة السياسية السودانية ؛ من خلال الحراك الذي تقوده اللجنة التسييرية لنقابة المحامين ؛ إلى جانب الحوار الجاري بين المكونات السياسية ؛ كما اشار السفير إلى قرب التوصل الي تسوية سياسية مُرضية لجميع أطراف العملية السياسية في البلاد ؛ وأضاف قائلاً : “نرى أننا نقترب أكثر فأكثر من تسوية مُرضية لكل أطراف العملية السياسية”.
وقال إنه آن الأوان لينخرط الجميع في العملية السياسية بروح بنّاءة وافق مفتوح لإخراج البلاد من هذا النفق ؛ ومن أجل تطبيع علاقات السودان مع محيطه الإقليمي والدولي ومعالجة الاوضاع الاقتصادية والامنية والعلاقات الخارجية ؛ فضلاََ عن استكمال ملف السلام الشامل وترسيخ الإجراءات التي تصب في مصلحة استقرار السودان ؛ حتى ينعم اهله بالحرية والعيش الكريم والاستقرار السياسي والاقتصادي والامني .
يرى المحلل السياسي والخبير في القانون الدستوري دكتور منير محمد حامد بانّ السيد نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي والمكون العسكري كله ؛ لم يتغير حديثهم منذ انْ بدأت تلوح في الافق مباديء هذه الازمة السياسية الراهنة .
ويشير دكتور منير في هذا الصدد بقوله : ” كل ما قاله السيد النائب من الوحلة الاولى وما يقوله اليوم من ان يقدم الجميع التنازل من اجل مصلحة الوطن السودان ومصلحة شعبه هو عين الحقيقة ؛ ولم ينتبه له الجميع إلاّ مؤخراً ؛ حتى أُؤولئك الذين يلعبون دور الوساطة او المسهليين كالامم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة شرق ووسط افريقيا “الايقاد”