الخرطوم _ سودان بيزنس
أبدى عدد من الخبراء والمحلليين السياسيين دهشتهم العميقة من صراخ قحت المجلس المركزي وخوفهم وهلعهم الشديد من زيارتي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة لبريطانيا وأمريكا ومشاركته في تشييع الملكة اليزابيث مع رؤساء وملوك العالم وكذلك مخاطبته للجمعية العامة للامم المتحدة في دورة إنعقادها ال 77 بنيويورك ضمن رؤساء وملوك العالم مؤكدين أن هذا الصراخ وبهذا الصوت العالي يعكس خواء قحت الفكري والسياسي وانهم مازالوا يتعاملون ويتعاطون مع السياسة السودانية وتعقيداتها على المستويين الاقليمي والدولي كناشطين وليسوا كسياسيين محترفين أو كرجال دولة محترمين ومؤهلين من الممكن أن يحكموا السودان مما يؤكد أنهم غير جديرين بثقة الشعب السوداني ولا بثقة ثورة ديسمبر المجيدة.
وقال الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل السياسي أن تعويل وإعتماد المجلس المركزي للحرية والتغيير على المجتمع الدولي وموقف السفارات الغربية في الخرطوم وبناء مواقفه السياسية وفقاً لذلك جعله يدخل في دوامة من الحسابات السياسية الخاطئة مبيناً أن الدول العظمى داخل المجتمع الدولي ليست منظمات خيرية وإنما هي دول وتجمعات لديها مصالح إستراتيجية تعمل على تحقيقها والحفاظ عليها وهي لاتحفل في كثير من الاحيان بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان موضحاً أن دول مثل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لديها علاقات دبلوماسية ممتازة مع كثير من الانظمة التي لها ملفات سوداء في مؤشرات الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الانسان لان هذه الدول العظمى لديها مصالح حيوية مع هذه الدول وتسعى لتحقيقها والحفاظ عليها بعيداً عن تلكم الشعارات.
واكد بشارة أن المجلس المركزي للحرية والتغيير مازال يمر بمرحلة الطفولة السياسية وانه لم يبلغ بعد مرحلة النضج السياسي الذي يمكنه من التمتع بقراءة سليمة للمتغيرات السياسية الداخلية والخارجية.
وعلى صعيد متصل أوضح الدكتور أحمد حسن المحلل السياسي أن الحملات الاعلامية المكثفة التي قادتها قحت ضد زيارتي البرهان لبريطانيا وامريكا بإثارة دعاوي واهية لاتدخل في موازين العلاقات الدولية أظهرها بأنها أحزاب كرتونية ليست لها أي رؤيا سياسية من الممكن أن تمضي بالفترة الانتقالية للامام لافتاً إلى أن تحريض قحت على الزيارتين صور لهم بأنهم يستطيعون التأثير على قادة بريطانيا وامريكا لمنع الزيارتين أو تأجيلهم مؤكداً أن مجرد إعتقاد نشطاء المجلس المركزي أنهم بإستطاعتهم ممارسة هذا التأثير على مثل هذه الدول يعتبر سقطة سياسية وأخلاقية لاتنسى ولن تغتفر من الشعب السوداني .
واشار حسن إلى التظاهرات الضعيفة التي خرجت في بريطانيا وامريكا ضد الزيارتين لافتاً إلى انها تدل على ضألة التأثير الذي تتوهمه قحت لنفسها خارج السودان قاطعاً بأن ما أثار خوف قحت ان المجتمع الدولي أصبح زاهدا فيها وفي أفكارها وإقتنع تماماً أنهم لايملكون الحلول للازمة السودانية وان هناك إجماعاً توافقياً وطنيا بدأ يتشكل في السودان لاستكمال الفترة الانتقالية وتشكيل حكومة تكنقراط غير حزبية تقود البلاد إلى الانتخابات العامة وإلى مربع الاستقرار السياسي والاقتصادي بقحت أو بدونها مشدداً على أن السودانيين ملوا الانتظار على الرصيف.