الخرطوم _ سودان بيزنس
شن وزير المالية جبريل إبراهيم هجوماً عنيفاً على رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس ونوه جبريل في مؤتمر صحفي بالخرطوم إلى أن فولكر مجرد سفير، والسفير لا يقابل الرئيس إلا عند تقديم إعتماده وعند إنتهاء المدة، ولكن نحن من أعطيناه أكبر من حجمه، وفي أي وقت يقابل الرئيس والمسؤولين، لذلك تضخم، فالمشكلة فينا نحن ووصف جبريل إبراهيم، رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس بالشخص غير المحايد، مشيراً إلى أنه لا يصلح أن يكون وسيطاً.
وقال جبريل إنهم توقعوا أن تبعد الأمم المتحدة فولكر منذ واقعة تزوير إمضاء محمد ودلباد ممثل الإتحاد الأفريقي، وهذا الأمر لم يحدث، كما لم يتم الضغط من قبل الدولة على الأمم المتحدة لإتخاذ هذا القرار وفي يوليو الماضي صدر خطاب من الآلية الثلاثية المكونة من البعثة الأممية والإتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، بتوقيع مبعوثي الإتحاد والإيقاد، خلال تواجدهم في الخارج، يفيد بإلغاء طريقة الحوار العسكري المدني في ذلك الوقت، حتى تعيد ترتيب أوراقها بعد إنسحاب المكون العسكري من العملية ولاحقاً قالت الآلية الثلاثية إن الخطاب حمل توقيع المبعوثين عن طريق الخطأ، ولم تتم إستشارتهم بشأن نص الخطاب لأنهما خارج السودان.
ولم تكن الإنتقادات الموجهة لفولكر من قبل جبريل إبراهيم هي الأولى من نوعها، إذ سبق أن هدد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بطرده من السودان، في حال لم يكف عن التمادي في تجاوز تفويض البعثة الأممية، والتدخل السافر في شأن البلاد. في وقت أعلن فيه نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو أنهم لا يمانعون في التعامل مع المجتمع الدولي، ولكن يرفضون التدخل الأجنبي في شؤون السودان الداخلية.
من جانبه قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن أن ساسة السودان ضخموا من حجم الرجل، وجعلوه يتصرف وكأنه الآمر الناهي في البلاد. وأشار خالد إلى أن جبريل بتصريحاته الأخيرة، وحديثه عن تجاوزات رئيس يونيتامس، وإنتظار سحبه وضع الترياق لتعافي السودان من سموم البعثة الأممية. وأشار خالد إلى تجاوزات البعثة، وإنحياز رئيسها فولكر في تقاريره أمام الأمم المتحدة وتصريحاته السالبة ضد المكون العسكري لوسائل الإعلام.
ونبه خالد إلى التظاهرات التي خرجت في السابق للمطالبة بطرد البعثة ورئيسها، وهو ما يؤكد رفض الشعب السوداني لوجود هذه البعثة، التي فرضت عليهم دون مشاورتهم، عندما قام رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك بتسريب خطاب إلى الأمم المتحدة دون علم مجلس السيادة والشعب السوداني. وقال خالد في ختام إفاداته: (السودانيون بطبعهم يرفضون الإستعمار وتدخلات الأجانب من قديم الزمان، والآن سيعلنون قريباً رفضهم القاطع لوجود هذه البعثة، التي لم يروا منها دعماً لأمن وإستقرار بلادهم، بل شاهدوا كيف تكيد وتتآمر لتقود السودان لخطر الإنزلاق في هاوية الصراعات والتشرذم والشتات).