الخرطوم _ سودان بيزنس
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بالإنسحاب من المشهد السياسي. جاء ذلك في التقرير ربع السنوي، الذي أصدره غوتيريش بشأن الوضع في السودان وأنشطة بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة الإنتقال في السودان (يونيتامس).
وطالب غوتيريش البرهان بترجمة أقواله إلى أفعال، وتنفيذ الإلتزامات التي قطعها مع نائبه بالإنسحاب من المشهد السياسي في الرابع من يوليو الماضي، لإفساح المجال أمام القوى المدنية للإتفاق على تشكيل الحكومة وإستكمال الهياكل الإنتقالية. وحذر غوتيريش من مغبة إستمرار الأزمة السياسية في السودان دون حل، والإنزلاق بعيداً جراء عدم وجود حل سياسي وإنتقال ديمقراطي حقيقي.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تأكيد مسؤول سوداني لمشاركة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في أعمال الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 سبتمبر الجاري. إلى جانب تعيين واشنطن للسفير جون غودفري كسفير للولايات المتحدة في السودان كأول سفير منذ نحو 25 عاماً.
وقال مراقبون سياسيون إن الولايات المتحدة تلعب على واجهتين، الأولى تتمثل في الإنفتاح على المكون العسكري، والضغط عليه لتقديم تنازلات. والوجهة الثانية هي الإعلان عن دعمها العلني للمدنيين، وضرورة عودة الديمقراطية، وهي تريد من الأمم المتحدة أن تعبر عن موقف لا تريد واشنطن أن تعبر عنه بشكل واضح.
وأكد الخبير الإعلامي والمحلل السياسي خالد حسن، أن المكون العسكري أعلن بالفعل إنسحابه من العملية السياسية، وأفسح المجال للقوى المدنية للتوافق. لكن هذه القوى فشلت حتى الآن في تحقيق الحد الأدنى من التوافق، لتشكيل حكومة مدنية. وقال خالد: (كان على غوتيريش أن يوجه حديثه للقوى المدنية، التي أدمنت الصراعات والتشاكس، ولا تلتفت كثيراً للسودان وشعبه وليست لديها رؤية لحلحلة القضايا الملحة).
وقال خالد، أن كثير من المواقف أثبتت أن بعثة يونيتامس والأمم المتحدة وواشنطن، ينحازون إلى طرف دون الآخر، ويحاولون بشتى السبل إلقاء اللوم على العسكريين، بينما المدنيين هم سبب الأزمة بصراعاتهم وإنشقاقاتهم وعمالة بعضهم. وأكد خالد أن سياسة أمريكا تجاه شعوب العالم لا تتغير كثيراً، فهي تبحث عن مصالحها ولا تهمها البلدان ولا شعوبها، وفي سبيل تحقيق غاياتها فإنها تحرك المسرح السياسي، وفق ما تريد هي بغض النظر عن النتائج الكارثية التي تخلفها سياساتها.
وختم خالد إفاداته بالقول: (واشنطن مستفيدة تماماً من الفوضى التي تسيطر على المشهد السياسي في السودان. وهي توظف العديد من أذرعها لأجل تأجيج الأوضاع والمحافظة على هذه الفوضى، لأنها تعمل من داخلها على الإستقطاب بالترغيب لجهة، وترهيب جهة أخرى لتحقيق أكبر قدر من التنازلات والفوائد. وهو ما يظهر جلياً في تعاملها وتصريحات مسؤوليها الأخيرة، بشأن عدد من القضايا التي تهم السودان والسودانيين).