كتب : ياسر العطار
خرجت قناة سودانية( 24) لتُجرم الصندوق القومي لرعاية الطلاب وتُصوره مقصراً في ِخدمة طلابه بداخلية حسيب والرازي وما درت القناة ان فعلها بهذا الشكل يجرمها في ساحات المهنية واخلاقيات العمل الصحفي و الاعلامي .
ذهبت قناة سودانية( 24) وصورت بكاميرتها طفح مياه الصرف الصحي بالمجمع السكني الذي يقع وسط الخرطوم واعتقدت إنها قد تحصلت على سبق اعلامي متفرد وطارت به في منصاتها الرقمية.
وكتب محرر القناة تقريرا باهتا محشواً بعبارات عاطفيه ممجوجة يتحدث خلاله عن تقصير الصندوق في رعاية أبنائه الطلاب متسائلا هل يرمي الصندوق الطلاب الي الموت.؟ ويصف مديره بمن لا يملك الضمير الكافي لتحسين سُكنة حكومية.
وهنا تظهر نوايا القناة ومحررها في التجريم والتقليل من شان ادارة الصندوق.
إلا ولو كانت القناة تريد أن تنجز مادة صحافية محترمة باحترافية لبحثت في القضية من كل اطرافها ولبدأت بطرق
ابواب إدارة الإعلام بالصندوق في ولاية الخرطوم او الامانة العامة او حتي لذهبت لإدارة مجمع حسين حسن حسين الذي تتبع له الداخليات لتكون القناة قد دخلت البيت من أبوابه المتعددة و المفتوحة وعندها يمكن ان تتقصى عن أسباب طفح مياه الصرف الصحي الآسنة في ممرات الداخليات المهمة ثم تستطيع أراء الطلاب الساكنين منذ فترة طويلة عن تاريخ ازمة الطفح وعن دور الصندوق في التعامل معها وبعد ذلك تذهب لهيئة الصرف الصحي ولاية الخرطوم كهجة رسمية منوطة بالقضية لتسأل عن لماذا الطفح.
لو فعلت ذلك بمهنية لعرفت ان قضية الصرف الصحي في منطقة وسط السوق العربي حتي المناطق الجنوبية لكبري الحرية ومنطقة صك العملة لعرفت أنها قضية معقدة وقديمه سببها ان الشبكة التي صنعت منذ الاستعمار قد اهترئت واصبحت قديمة و مشكلاتها متكررة بسبب الضغط السكاني والتطور العمراني في المنطقة والذي فاق طاقتها التشغيلية.
لو اجتهدت القناة ومحررها لعرفا ان سبب الطفح الحالي لمياه الصرف الصحي في حسيب والرازي سببه عطل كبير في طلمبات المحطة (٢١) التي تتبع لهيئة الصرف الصحي وهي محطة كبيرة تصب فيها عدة محطات ولو بحثت القناة وسألت لعرفت ان الطفح ممتد من وسط الخرطوم حتي مكاتب الامين العام للصندوق اسفل كبري الحرية وهكذا يعاني مدير الصندوق وموظفيه مثل الطلاب .
لو استقصت القناة بمهنية وموضوعية هادفة لعرفت ان الازمة لا علاقة لها بصندوق رعاية الطلاب ورغم ذلك دفع الصندوق قبل عامين عشرات المليارات لإجراء معالجات جذرية تحمي طلابه في حسيب من هذا الطفح وباستشارة هيئة الصرف الصحي ذات الاختصاص في الامر وافلحت تلك الجهود في الحد من ظاهرة الطفح قبل أن تعود الان مع العطل الاخير للمحطة المذكورة أعلاه.
اذا تجاوزت الصحافة التلفزيونية مربع المهنية والحياد الي دائرة التعريض والهجوم غير الموضوعي تفقد قيمتها و تسقط اخلاقياً.
ويضيف المحرر شمار وكسبرة و(كمون) ليجمع طلاب البيطرة الذين يسكنون في شمبات بالخرطوم بحري مع طلاب الطب والصيدلة الذين يسكنون بالخرطوم وتسقط القناة في امتحان المهنية واخلاقياتها .