الخرطوم _ سودان بيزنس
لايختلف اثنان في ان عدم قيام الاجتماع او بالاحرى فشله هو نتيجة لانسحاب الحرية والتغيير المجلس المركزي؛ وذلك يعني انهم السبب المباشر في عدم قيام الاجتماع الذي دعت له الرباعية امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات هذه الدول التي طالبت الحرية والتغيير صراحة بتدخلها لمعالجة الازمة السياسية وهاهي اليوم تنسحب من اجتماع لها مواصلة لعدد من الاجتماعات السابقة بحجة ان هناك اطراف لا تود الجلوس معها؛ نتيجة لذات نهجها الاقصائي الذي انتج الازمة السابقة!
يتساءل الجميع حول الشرعية التي تدعيها الحرية والتغيير وماهي الاحقية التي تعتبرها هبة خاصة بها دون الاخرين خاصة بعد تصريحها انها لا تمثل الشارع تماما مثلما اقر تجمع المهنيين بذلك بعد ان جرت مياه كثيرة تحت الجسر من بعد سيطرتها علي الحكومة مابعد الثورة وخروج المواكب المليونية ضد حكومتها تحت شعارات تصحيح المسار! باعتقاد الشارع ولجان المقاومة ان حكومة حمدوك التي كانت تمثل الحرية والتغيير حاضنتها الشرعية قد اخفقت في تحقيق مطالب الثورة وحادت عن طريقها! وشيئا فشيئا فقدت الحرية والتغيير جماهير الشارع واختلفت تياراتها فخرج منها العديد من التيارات والاحزاب حتي انقسمت لشقين وماتزال تتدحرج نحو مزيد من الانقسام والتشظي! الامر الذي يطرح السؤال الاهم الذي يشغل بال كثير من المراقبين ما هي حقيقة الاحزاب التي تمثل الحرية والتغيير المجلس المركزي الان؟ وهل هم فعلا بهذا الحجم الذي يجعلهم يحتكرون التمثيل الشرعي للثورة؟ ويعملون لاقصاء الاخرين! من خلال صكوك الغفران الثورية التي ظلوا يمنحونها لمن ارادوا ويحرمون منها البعض!
احزاب صغيرة ماعدا حزب الامة الذي جمد باكرا نشاطه ثم اعاده ثم اتخذ مسارا لوحده ومايزال يتخذ بعض القرارات الخاصة بعيدا عن الحرية والتغيير بما جعله اقرب الي التناقض او الانقسام العملي! وحتي احزاب صغيرة مثل الجمهوريين انقسم علي نفسه بفعل تناقضات المجلس المركزي وتعنته في اتخاذ كثير من القرارات! نتيجة ما يعيشه من غيبوبة مايزال يحلم فيها بانه الممثل الشرعي الوحيد للثورة وانه مايزال يتصدر المشهد بالساحة السياسية بالبلاد وانه وحده وليس غيره من يجب معه مناقشة قضايا الانتقال ومساره الديموقراطي المدني! او ينعت الاخرين بالتخوين والثورة المضادة بما افقده الكثير؛ سواء من تياراته الداخلية او الجماهير العريضة التي تلاشت من حوله وتركته وحيدا منبوذا حتي من لجان المقاومة التي يدعي تمثيلها فكانت “باشدار” نقطة مفصلية في التحول للتوازنات علي الارض! وليس اخرا منع لجان المقاومة بمحلية ام بدة حزب البعث انعقاد ندوته الجماهيرية!
متغيرات كثيرة وجب على الحرية والتغيير المجلس المركزي قراءتها ضمن تحولات الساحة السياسية وانها لم تعد الجسم الوحيد الذي يمثل الثورة ويتحدث باسمها! ولكنهم لا يريدون الاعتراف! وانما يحاولون احتكار كامل البلاد لمصلحة احزاب لا جماهير لديها ولا كبير تأثير لها في الساحة بعد انفضاض الشارع من حولها!
ويتساءل المراقبون هل من الحكمة ارتهان البلاد لهذه المجموعة الصغيرة من الاحزاب وتأجيل المعالجات من أجلها؟ خاصة وقد جربها الشعب وهي في كامل قوتها قبل ان تنقسم و ينفض الناس من حولها! حيث كانت صاحبة سطوة وسلطة تامة؛ ولم يجن من ورائها سوى مزيد من التشظي والانقسام والتشاكس! فكيف يكون الحال بعدما صارت اليه الان من ضعف وفشل وتلاشي؟ وذلك ما جعل كثيرون يظنون ان دور الحرية والتغيير المجلس المركزي قد شارف علي نهايته وان عليها كتحالف اقتراح سبل بديلة والخروج من شرنقة التحالف الذي تآكل وتناقص من اطرافه حتي قارب الوفاة الوشيكة! وان البلاد لم تعد تحتمل ما يعيشونه من احلام او ج
أماني فقدوها نتيجة ضعفهم وعدم قابلياتهم التي اضاعوا من خلالها فرصهم بعد ان كانت واعدة!