نازحو دارفور .. جهود حكومية ودعم دولي مفقود

الخرطوم_ سودان بيزنس

أكد مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم أسد خان أن وجوده بين النازحين بدارفور جعله يستشعر مسؤولية المحكمة والأسرة الدولية التي يمثلها لتحقيق العدالة. وقال خان خلال زيارته إلى دارفور أنه عندما رأى النازحين أدرك مدى المعاناة والصبر الذي صبروه طيلة الـ (17) عاماً الماضية. وشدد خان على أن الوعد بتحقيق العدالة لابد أن يتحقق، وأن ذلك لن يتم إلا بتعاون النازحين والحكومة السودانية والمجتمع الدولي.
وبحث عضو مجلس السيادة الهادي إدريس، خلال لقائه بوفد المحكمة الجنائية الدولية، كيفية تعاون وإلتزام الحكومة للمساعدة في مثول المطلوبين للمحكمة الجنائية وفقاً للنصوص الواردة في إتفاق جوبا لسلام السودان، التي أقرت تعاون وإلتزام الحكومة في هذا الصدد. وتطرق اللقاء إلى ضرورة العمل على تقديم التسهيلات الإدارية والترتيب لزيارات المسؤولين بالمحكمة الجنائية الدولية، للحصول على المزيد من المعلومات والأدلة التي تمكن المحكمة من أداء واجبها بالصورة المطلوبة.
من جانبه أكَّد وزير العدل المكلف مولانا محمد سعيد الحلو إستعداد الحكومة السُّودانية التام للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية من أجل تحقيق العدالة. وقال الحلو خلال إجتماعه بنائب المدعي العام للمحكمة الجنائية نزهة شامين خان إن الوزارة إتخذت عُدة إجراءات لتسهيل عمل المحكمة. من جانبها أشارت خان إلى أنها ستلتقي بعدد من المسؤولين بالدولة خلال الزيارة لبحث هذه الخطوات.
وقال الخبير والمحلل السياسي عصام حسن أن الحكومة جادة في إنهاء مشاكل النازحين واللاجئين بدارفور، مشيراً إلى الزيارات الأخيرة التي قام بها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو لإقليم دارفور، ودعواته لرتق النسيج الإجتماعي وبسط هيبة الدولة وإعادة النازحين طوعاً إلى مناطقهم. وأكد محمد أن النائب دقلو أبدى إستعدادهم التام لإعادة من يرغبون في العودة إلى مناطقهم الأصلية أو للمعسكرات.
وأكد عصام أن الجهود الكبيرة التي بذلها نائب رئيس مجلس السيادة في هذا الصدد أسهمت في عودة الأمن والإستقرار للإقليم، مما يعكس الإهتمام الكبير بدارفور وإنسان الإقليم. وأشار عصام إلى زيارة حميدتي إلى معسكر كرينديق ووقوفه على عمليات تخطيط المعسكر إيذاناً ببدء عمليات العودة الطوعية. وثمن عصام جهود قوات الدعم السريع في الإقليم ودورهم إلى جانب القوات النظامية الأخرى في بسط الأمن والإستقرار وتشجيع وتهيئة الأجواء للعودة الطوعية.
وأكد عصام أن دارفور بدأت تتعافى، ولكن االمجتمع الدولي يصر على ترسيخ الصورة النمطية بأن دارفور لا زالت تعاني، وهو ما تنفيه الأوضاع على أرض الواقع. وقال عصام أن المجتمع الدولي مقصر بصورة كبيرة تجاه السودان وقضاياه، وأبرزها الأوضاع في دارفور وقضايا النزوح والحياة في المعسكرات. وأضاف: (لم نسمع عن أية دعم حقيقي تم تقديمه لمواطني المنطقة، لكنهم يسارعون إلى تدبيج الإدانات والبيانات في أقرب سانحة، ليحافظوا على صورة أن دارفور منطقة كوارث).
وأمن عصام على الجهود الحكومية الضخمة التي بدأت تؤتي أكلها، حيث يشهد الإقليم إستقراراً أمنياً وسياسياً ومجتمعياً، وإلتفت أهله للزراعة والتنمية، وإعمار ما دمرته الحرب، وذلك بفضل تحركات نائب رئيس مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع وبقية القوات النظامية الأخرى. وقال عصام أن على وفد الجنائية والمجتمع الدولي أن يعمل بجدية أكبر على الوفاء بإلتزاماتهم تجاه إقليم دارفور، وأن يبتعدوا عن الزيارات معدومة النتائج والتصريحات الفضفاضة التي لم تحقق مطالب أهل دارفور في العدالة والتنمية حتى الآن.