أخطر من الأرقام في تقرير شركة الموارد المعدنية لأموال للمسؤولية المجتمعية والذي نشرته مؤخرا -الأخطر في رأي عبارة ( وتؤكد إدارة الإعلام والعلاقات العامة أن المبالغ المودعة فى حساب المحليات والولايات هى حقوق أصيلة لمواطنى هذه المناطق المنتجة التى قدمت تضحيات جسيمة باستضافتها للانشطة والصناعات التعدينية.. )!
يا ألطاف الله -ان ما يحدث في مناطق التعدين ليس تضحيات فالتضحية تتم برضى و إختيار وما يتم اليوم إضرار بالمواطنين لصالح شركات وشخصيات أجنبية ووطنية لن تعوضها ترلليونات الدنيا وان وضعتها شركة الموارد تحت عتبة باب مناطق الإنتاج
أتحدث عن الإضرار بصحة الإنسان والحيوان وبيئة المنطقة جراء الآثار القاتلة لمواد التعدين ومخلفاته
ان الذهب مورد ناضب ويوم ما سوف تلملم شركات التعدين آلياتها وترحل ولكنها لن تأخذ معها بذور وجذور الموت التى غرستها في اعماق الأرض لهلاك الإنسان والحيوان والنبات والذي سوف يستمر جينيا لعقود وربما قرون من الزمان !
ان الدعوة الملحة لإيقاف التعدين ليست فقط بسبب الإختلاف على كمية المنتج والعائد منه والمهرب ولي في ذلك رأي واضح كتبته عقب تقرير الزميلة نعمة الباقر ومنه (على مستوى شخصي أعتقد ان السيد مبارك اردول شخص جيد وان وجوده على رأس الشركة السودانية للموارد المعدنية أفضل من سابقيه وأجزم -كذلك- بأن انفتاح الرجل على الإعلام والرأي العام أفضل من غيره وأحسب أن كثير من دوافع الحملة المستمرة عليه لا تخرج عن أغراض الابتزاز وأمراض الطمع في موقع المدير او مواقع التعدين!)وقلت ايضا انني (أحسب أن الشركة السودانية للموارد المعدنية في عهد السيد مبارك اردول أوفى في دفع مال المسؤولية الإجتماعية وأنها الأكثر حضورا في معالجة الحالات العامة لمختلف المجتمعات السودانية وأنها أيضا الأسرع في إدراك بعض الحالات الخاصة) ولكن مع هذه الشهادة الخاصة والتى بنيتها على ملاحظات ومراقبة لعمل الشركة أدعو -كما دعوت سابقا-لإيقاف عمليات التعدين عن الذهب في الوقت الراهن والظرف الماثل وبشقيه المؤسسي والأهلي
ان دعوتي الملحة لإيقاف التعدين عن الذهب أجملها في ثلاث أسباب (أولها) للآثار السالبة للتعدين على مناطق الإنتاج من النواحي الصحية والاجتماعية والإقتصادية و (ثانيها)غياب سلطات شرعية منتخبة تقف على عمليات الإنتاج وتراقبها و (ثالثها)عدم حسم الشكل النهائي للدولة السودانية وبما يحفظ حق المناطق في مواردها اقاليما كانت أو ولايات
للأسباب أعلاه ولغيرها مما لا يخرج من بين ثناياها ستظل دعوتي لإيقاف التعدين عن الذهب مستمرة وملحة وارى في استمرار التعدين مضرة !