الخرطوم_ سودان بيزنس
ظل الذهب احد اهم الموارد الطبيعية التي عوض الله بها السودان عن فقدانه البترول بعدد انفصال الجنوب كما ظل مسرحا لابواب الرزق لقطاعات واسعة من شرائح المجتمع من خلال مايعرف بالتعدين الاهلي الذي يعتبر تعدينا عشوائيا في معظمه! ولا يخفى مافي ذلك من المخاطر البيئية والصحية المتوقعة علي صحة البيئة والانسان والحيوان والزراعة من خلال مخلفات التعدين بما تشمله من مواد كيماوية شديدة الخطورة!
ربما يعتبر الحديث حول المخاطر البيئية بالنسبة لصحة الانسان في ظل الاوضاع التي تعيشها البلاد من قبل المسؤولين او المنظمات ذات الصلة ترفا؛ الا انها تبقى مسألة جدية تتعلق بالحياة والموت! لهذا ثمن المراقبون عاليا تناول النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو القائد المخاطر البيئية المتوقعة لسكان نهر النيل نتيجة استخدام الزئبق والسيانيد لاستخلاص الذهب في البيوت! ورأوا انها تعكس بعد نظر ورؤية انسانية عميقة وحرص علي معالجات جذور القضايا والمشاكل التي تحيط بالمواطنين! وان الزيارة لم تكن كغيرها من زيارات المؤازرة الاخرى والوقوف مع المتضررين فقط ومتابعة احوالهم في ما تعرضوا له من كارثة السيول والامطار؛ وانما كانت زيارة تعكس فهما عميقا لمجمل المشاكل التي زادت خطورتها من خلال السيول والامطار المتدفقة! لذلك شدد النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو في زيارته لولاية نهر النيل علي تنبيه الاهالي وتحذيرهم من مخاطر جلب مايعرف ب”الكرتة” الي المنازل ومعالجتها من خلال الزئبق او سم السيانيد القاتل لاستخلاص الذهب
مع وقوفه علي اثار ومضاعفات ما سببته السيول والفيضانات من اضرار علي البيوت وممتلكات مواطني الولاية لم يغفل النائب الاول عن اخطر قضية تَلوُّث تواجه الاهالي بالولاية؛ نتيجة للتعدين العشوائي واستخدام المواد الكيماوية الخطرة في البيوت مما يؤثر علي الصحة العامة للاسر ويدمر البيئة المحلية الصالحة داخل المدن! يرى الخبراء ان “دقلو” قرع جرس الانذار لخطورة ممارسات الاهالي؛ في التعدين العشوائي داخل البيوت في المدن! منبهاً الجهات ذات الصلة لتدارك خطورة الممارسة وانعكاساتها علي البيئة والصحة العامة وتلوث مصادر الحياة والخدمات الضرورية للمواطنين وانعكاسها علي صحة الاسر والافراد؛ خاصة في ظل تداعيات مايمكن ان تحدثه السيول والامطار من مضاعفات حقيقية للتلوث البيئي!
وينبه الخبراء علي ضرورة معالجة الظاهرة من خلال التشريعات والتوعية المجتمعية الواسعة والرقابة اللصيقة منعا للاضرار بالصحة العامة للمواطنين و مضاعفة اثار المخلفات الضارة للتعدين العشوائي بالبيوت داخل المدن! خاصة في ظل السيول والامطار التي ربما ساهمت في اختلاط المياه النظيفة بمخلفات التعدين السامة وتلويث مياه الشرب بما يشكل ضررا بليغا بالانسان والحيوان والبساتين التي تشتهر بها الولاية! ولا يخفى مخاطر التعدين الاهلي والعشوائي وما يسببه من مشاكل حتي في مناطق التعدين البعيدة في الصحراء غير المأهولة فضلا عن انشاء مشكلة جديدة ومخاطر أعلى من خلال التعدين داخل البيوت في المدن المأهولة!؟