الخرطوم:سودان بيزنس
بعد توقيع رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق اتفاقية السلام الشامل مع الحكومة في نيروبي، والتي بموجبها عم السلام ربوع جنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان، لكن في نفس الوقت عجزت اتفاقية ابوجا التي وقعها رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي عن إطفاء نيران الحرب في إقليم دارفور.
وحينما دخل جون قرنق دار المؤتمر الوطني بالخرطوم، رأى لافتة مكتوب فيها ادخلوها بسلام آمنيين فبدأ حديثه قائلاً:(هناك في لافته مكتوب فيها أدخلوها بسلام آمنيّن ، السلام دا ما حق جون قرنق ، السلام دا حقكم ، بالأمس كنا نداوس في توريت وكاودا والكرمك مع ناس البشير، واليوم نحن في داخل بيت المؤتمر الوطني، والناس بقولوا جون قرنق عنده قرون ياهو ان أمامكم، هل عندي قرون ؟ تاني كذب مافي، يا هو دا السودان الجديد ، بكرة نمشي لدارفور عشان نجيب السلام … من اليوم تاني موت سمبلة مافي ).
بالأمس قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، ” تاني تحت التربيزة مافي” لأن القوى السياسية أكلت بعضها بعد 11 ابريل، واستغلت الشباب الذي انجز الثورة، كما اراد أن تبقي الحركات خلف الحائط بشراكتها مع المكون العسكري عبر الوثيقة الدستورية ورفضت التفاوض مع الحركات أصدقاء الأمس اعداء اليوم، وباتت تتحدث بأنها أصحاب الشرعية ومع الشارع حتى لو الشارع أراد حرق الخرطوم تقول نحن معه، ولولا الجهود التي بذلها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو بإزاحة فقدان الثقة بإعلان جوبا معنا لاشتعلت الحرب من جديد.
فماذا قال حميدتي لحركات الكفاح المسلح في الاجتماع السري الذي بموجبه استطاع إقناع حركات الكفاح المسلح وبناء الثقة المفقودة بين الحكومة والدخول في مفاوضات جوبا ؟ قال أحد القيادات بحركة تحرير السودان ان حميدتي قال لهم ( يا ناس الحركات انتم دايرين شنو ، لودايرين السلطة نديكم ليهو ، ولو دايرين الترتيبات الأمنية نديكم ليها … والله دمنا نديكم ليهو .. ناهيك عن المال) هنا تبددت الشكوك أمام القادة بان حميدتي صادق في حديثه ويملك قراره وبموجب هذا الكلام تم التوقيع لإعلان جوبا لبناء الثقة بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح .
وبالمقابل تفقد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو بالأمس الأول المتضررين من السيول والامطار بولاية نهر النيل بمحلية بربر للوقوف ميدانياً على أحوال الناس، قال حميدتي كنا نكتفي بزيارة رئيس مجلس السيادة لكن آثرت الحضور بنفسي مع أخوتي للوقوف على احوال الأهل وتقديم كل ما من شأنه مساعدتهم للعودة إلى حياتهم الطبيعية، في هذه اللحظة، قال حميدتي العبارة التي قالها لحركات الكفاح المسلح ” والله دمنا نديكم ليهو ناهيك عن المال ” بدون كبرياء وما نقوم به هو الواجب.
يرى المراقبون ان حميدتي منذ ان تولى ملف السلام في مفاوضات جوبا كان ثابت في مواقفه تجاه تحقيق السلام والإستقرار ولم يتردد مطلقا من انحيازه لخيار الشعب في ثورة ديسمبر المجيدة ويعمل لمصلحة السودان العليا وليس لمصالحه الشخصية وانه يصول ويجول السودان لمعالجة مشاكل السودانيين المتراكمة بسبب الضائقة الاقتصادية ومستعد تقديم الغالي والنفيس من أجل المواطن بالروح والدم والمال بدون تعالي وكبرياء وهذه لمسة إنسانية لخدمة السلام الدائم والأستقرار، فهل كلنا نستطيع ان ندفع دمنا من أجل الوطن ؟