انقسام الساحة السياسية هل يقود العالم لليأس من معالجة الازمة السياسية الراهنة؟

الخرطوم_ سودان بيزنس

يرى كثير من المراقبين ان الانقسام السياسي بين التيارات المدنية وصل حدا بات يُخشى معه عدم الاتفاق الذي سوف يقود البلاد لامحالة الي براثن الانزلاق والتفتيت! وان المكون المدني ظل في كل يوم ينقسم علي نفسه انقاسامات اشبه بالاميبية في سرعتها! بحيث لو اخذنا نموذج تحالف الحرية والتغيير نجده انقسم علي نفسه الي ثلاث اقسام مع خروج مكونات كاملة منه بما اضفى علي المشهد السياسي حالة من التشظي والتباين الحاد في وجهات النظر هذا فضلا عن اطراف السلام التي انقسمت علي نفسها ايضا وهي في منبر جوبا فكانت نسختين من الجبهة الثورية! اضافة الي ذلك مع خلافها البادي مع بقية المكون المدني بالداخل! هذا اذا تجاوزنا خلاف حركات الكفاح المسلح فيما بينها، تلك الموقعة علي السلام؛ وبينها مجتمعة؛ وبين حركتي عبد الواحد والحلو! اذ كل ذلك لا يخرج عن مشهد الشارع السياسي السوداني وانقسامه الحاد!
وصل الانقسام بين التيارات السياسية المدنية؛ حدا جعل معه الامم المتحدة تحذر السودانيين من تضييع فرصة التوافق بعد انسحاب الجيش من الحياة السياسية! حتي فولكر الذي كان متهما بالانحياز والتزوير وانه احد الذين زادوا من الازمة السياسية المستحكمة! ليس آخرها حوار الثلاثية الذي تلاشى قبل ان يبدأ نتيجة لتدخلاته غير الحميدة! كما صرح ممثل الاتحاد الافريقي! ورغم كل ذلك هاهو يدلي بتصريحات مبطنة بالتهديد بعد ان انزوى خجلا ردحا من الزمان! بحيث يشير الي عجزه عن المساعدة في ظل الاوضاع الحالية من الانقسام السوداني السوداني! وعدم توافق التيارات السياسيةعلي صيغة تسووية تخرج البلاد من ازمتها السياسية والاقتصادية!
لكل ذلك يتساءل البعض؛ في ظل انقسام سياسي حاد ومبادرات متعددة؛ كل مبادرة تالية آخذة بتلابيب التي سبقتها! دون ادنى بادرة للاندغام او الاندماج، مهما نادى وصرح مناوي بذلك ونيته في جمع المبادرات في مبادرة واحدة! بحيث يجد تصريح مشاكس كما صرحت مجموعة الحلو بان مبادرة الطيب الجد لا تستاهل عناء الرد! وهكذا هو حال التيارات السودانية في تعاملها مع بعضها البعض في ظل ازمة اقتصادية خانقة! ليقفز السؤال المركزي! هل يضيع السودانيون فرصة التوافق بعد قرب انقضاء مهلة الشهر التي حددها بيان البرهان للتوافق السياسي؟ وماهي السيناريوهات البديلة في ظل تعنت الاطراف السياسية ضمن مواقفها الصفرية؟ خاصة بعد يأس دولي واضح من خلال تصريحات فولكر! والتحذير الاممي؛ وانشغال العالم باثار الحرب الاوكرانية!؟