ان قضية ملاك العقار والمستأجرين تمثل قضية “راي عام ” بالدرجة الاولي والناظر لما يدور بساحات المحاكم على مستوي العاصمة والمدن السودانية الاخرى تجدها تشكل نصيب الاسد من جملة دعاوي التقاضي المطروحة امام المحاكم ..وكم انا عاتب على هذا الاعلام السلبي لصحافتنا تجاه هذا الموضوع الهام… وقد وصل الامر الى درجة قتل احدي ملاك العقار وان كان قد مات الكثيرون في صمت من الغلب والمرض ومنهم من ينتظر (للموت البطيء) وفي حلوقهم غصة ممايلاقونه من عنت بالمحاكم واحساس قاتل بالظلم وحسرة …فلماذا يتجاهل اعلامنا قضية راي عام حجمها بكل هذا الثقل هل لانها لا تعنيهم ام لان بعضهم طرفا وان كان عادلا في تعامله مع المؤجر فلماذا لا يعمل على نشر الوعي الاسلامي من باب المناصحة ان ” ان بقاءك في بيت دون رضا صاحبه حرام وان ظلمه يدخل في الحرمات واكل اموال الناس بالباطل؟؟!!!
واحسب ان هذه القضايا تجاوز ال(٨٠ الى ٩٠)% من جملة ماتنظر فيه المحاكم وقد التمست ذلك من حصيلة ترددي على المحكمة طوال الاربع سنوات الماضية منذ العام 2019م والى الان 2022م قدمت خلالها تسع الى عشرة دعاوي شملت (الحاجة الماسة والفشل في السداد واجرة المثل والتنفيذ لحكم صادر من المحكمة)والحمد لله في كل هذه القضايا لم اصل الى حكم قضائي واحد تم تنفيذه الى الان!!! بدأءت بقضية اجرة المثل استمرت قرابة العامين الى ان يئست من الوصول عبرها الى نتيجة ايجابية ويرن بأذني حديث المحامي المحبط عقب كل جلسة(قضايا الايجار دي يابروف عاوزة طولة بال للمحاكم والافضل الوصول لحل بالتراضي بدلا عن جرجرة المحاكم وامشي وتعال)…رضخت لراي المحامي للوصول لحكم رضائي ليدفع الطرف الثاني ذات ايجاره ويخرج بعد عام..قبلت وانا في قمة الاحباط من التقاضي لاوافق بأن يدفع المستاجر اجرته الاخيرة 5 الف ج ويخرج بعد عام…وقع وانصرف واستوقفني القاضي بعد ذلك وهو يوجه حديثه لي (ياعمو انت راجل عاقل) فخاطبته (انا ماعاقل ولاشيء انتوا كسرتوا رقبتي لانه لو عاقل ماح اقبل ب 5 الف ج ايجار شهريا لمدة سنة في وقت ان الايجار حينها اكثر من 150 الف ج..يا مولانا انا مغلوب على امري)..هذا هو الحكم الوحيد الذي نفذ بعد ثلاث سنوات من المعاناة واعتبره قضاء سالب فذكر لي القاضي مؤكدا لقوله بأني راجل عاقل حيث قال :(افرض حكمت لك الان باخلاء الشقة ربما الى انتهاء العام لن تنتهي من الاستئنافات لكن الان راسك بارد من التقاضي الى حين انتهاء الفترة)… اما بقية القضايا الاخري (الثمانية تقريبا ) فمازالت منذ بداية العام 2020م مازالت (محلك سر)ولم اصل في اي منها لخاتمة المطاف بمعني لم اصل الى حكم وتنفيذه مئة بالمئة”حاشي لله لم يحدث ذلك بعضها بالشطب برغم انه غير مقنع ومازال استئنافنا قيد النظر وبعضها توقفت نتيجة تقديم دفع او عريضة او استئناف توقفت وفقه القضية حتى الان او صدر حكم ولاحقه المستأجر بالاستئناف تلو الاستئناف حتى الان ولكن لم تنتهي اي دعوى …وبرغم قناعتي ان لا حكم ناجز اصل اليه الا بدعائي في جوف الليل وعقب كل قنوت في كل صلاة خاصة ان الخصم يدافع عنه من يحسب انه يدرك كل ثغره في هذا القانون وتتوالى نتائج كل الاستئنافات بالشطب وتأييد الحكم الاول …الا ان المحصلة (اعبر بحر يمتد تاني بحر جديد) و(لف في الفاضي) ولعل افضل ماتوصلت اليه هو قربي بالذكر والدعاء الى المولى عز وجل الحكم العدل وناصر كل مظلوم …وحينما اسجل رقم هاتفي في ذيل كل رسالة كنت اتوقع ان يصلني هاتف من مكتب احد ممن يهمهم امر العدالة يطلبني لاوضح له معاناتي لانها صورة من صور الغبن الذي يدفعنا لبيع دورنا والنجاة لاي بلد اخر نلتمس فيه العدل..
وصلتني العديد من الرسائل تواسيني من داخل وخارج الوطن من اخوة احباب اشكرهم جميعا على نبل مشاعرهم وصالح دعواتهم..واستعرض فيما يلي بعضا منها ؛ وانقلها لكم كما وصلتني ؛
(دعوات المظلوم تصل للسماء ولا ترد. نصر قريب وفرج فلا تحزن دكتورنا الفاضل …) وتواصل طالبتي الدكتورة ……
(انا حزينة جدا للظلم الذي طال العائلة الكريمة قد دخلنا داركم انا وبنتي و تباروا جميع افراد الاسرة لضيافتنا وخرجنا من عندكم سعداء وصورة ابتسامة الاطفال ترافقنا. هذه الاسرة لن يضيمها الله ولكنه امتحان سيتم تجاوزه وثقوا ان كل قلوب الناس معكم تدعوا لكم وتدعوا عليهم. ربنا يرنا فيهم يوما قريبا ان شاء الله)…
ورسالة اخرى من احد الاصدقاء..تتساءل:
( وليييييييييه دا كله؟؟!! انت بس زول مؤدب زيادة عن اللازم يابروف..وربما ان كان غيرك لاستخدم معهم اساليب تجبرهم على الخروج..لكن لقوك طيب .. بأمر الله يقضى الله حاجتك ويكف عنك كيد الظالمين)..
ولا املك الا ان احمد الله ان جعلني مظلوما ولم يجعلني ظالما..وان ابتليت بظلم هؤلاء البشر الذين قابلوا احساني لهم بالظلم بل بالفجور في الخصومة ناسين ان مايمارسونه لا يرضي الله ولا رسوله وانه يعتبر اكل لاموال الناس بالباطل..وعند الله تجتمع الخصوم وليكن (دين اخرة) (نلقاه قدام ان شاء الله)
دعواتكم بالفرج والخلاص … وذات مطلبي من كان قادر على ايصال صوتي ومظلمتي لجهات الاختصاص فليعمل..واسألهم جميعا امام الله في كل ماسببوه لي ظلم وقهر ومرض ومعاناة ومشقة لي واسرتي في عقر داري …ولكم كل الحب…
زكي مكي اسماعيل..
٠٩١٢٦٠٧١١٣/٠١١٧١٩٠٦٦٦