الخرطوم_ سودان بيزنس
اثار تحذير مجموعة دول “الترويكا” الذي صرحت به؛ من تكوين حكومة دون توافق شامل؛ تساؤل العديد من الجهات التي تراقب الاوضاع السياسية بالبلاد وعد كثيرون ان التصريح يقطع الطريق امام اي مغامرة منفردة لقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي كما يعتبر رد مباشر لتصريح محمد الفكي الذي اثار اختلاف جديد في الساحة السياسية بعد ان كادت ان تندمل جروحها!
كما علق البعض الي ان التصريح يشير أيضاً من طرف خفي تخلي مجموعة دول “الترويكا” عن حلفائها السابقين والتخلي عن دعمهم كما كان في السابق حيث يعتقد البعض ان هناك تاريخ طويل من التعاون مابين “قحت” و”الترويكا”!
تاريخ من التعامل والتنسيق الوثيق في محاولة ربط السودان بالمحور الغربي لا سياسيا وحسب وانما ثقافيا وقانونيا وقيميا! وعندما فشلت “قحت” في تحقيق اغراض “الترويكا” هاهي تتخلى عنها كحصان كان رابحا فقد صدارته في السباقات واصبح لاقيمة له! في ديربي السياسة المتحول سريعاً! ولكن قحت لا تعرف سوى ما تعلمته من الترويكا وهاهي تستمر فيه ولو لوحدها دون ظهير!
تكريس رؤية الاختلاف والتشاكس والتخاصم مابين تيارات قحت ومحاولة بعضها اختطاف القرار والانفراد به دون الاخرين مما يزيد من تعميق الازمة بحيث انهم لا يخاولون مجرد ان يتعلموا او يتعظوا من الازمة التي كانوا احد مسببيها! ومن شكوى بعض تياراتها من الاقصاء واختطاف القرار! الآن بعد كل ما مر بالمشهد السياسي بسبب ذلك وكل تلك الأخطاء؛ تحاول بعض تيارات قحت تكرار نفس التجربة وهي تأمل في نتائج مختلفة، وذلك هو الغباء بعينه! وها هي تصريحات رموز قحت وممثلي تياراتها في المجلس المركزي تعود من جديد لتأكيد أزمة الثقة واستفحال الخلاف واتساعه فيما بينهم من خلال اقوالهم حيث صرح “وجدي صالح” أن اختيار رئيس وزراء سابق لاوانه. كما لا يفوت علي تجمع المهنيين التعليق بقوله : لاسند لتشكيل حكومة جديدة سوى الانقلاب! اما حركة “حق” فقد قالت في بيان لها (تصريحات الفكي استمرار لمنهج اختطاف القرار وقحت لم تناقش اختيار حكومة جديدة)! و”عادل خلف الله” القيادي بمركزية الحرية والتغيير يصرح بان مركزي الحرية والتغيير لم يناقش تسمية رئيس وزراء!
هل تسعى قحت لتأزيم الساحة بعد مؤشرات فك الاختناق؟
ام تحاول التأكيد علي فشل ناشطيها كما ظل يقول بعض السياسيين من قبل! وانهم لم يستطيعوا المحافطة علي دولة او معالجة ما تسببوا فيه من مشكلات؛ بل كانوا أشبه بالثور الهائج في مستودع خزف السياسة السودانية! وبدل ان يتعلموا من اخطائهم ما زالوا يمارسون نفس أخطائهم التي قادت كل تجربة الانتقال للفشل وكانهم بلا عقل او واعية ارشيفية! وكل ما استطاعوا فعله هو رمي كل هذه السلبيات علي المكون العسكري وتناسي شراكتهم وحظوظهم من نفس الفشل! الذي عده كثيرون أشبه مايكون بالهروب الي الامام نحو تعميق اكبر للازمة دون محاولة للعلاج او ايجاد الحلول!؟