الطريق الثالث – بكري المدني
السعودية 2030/السودان؟!
عندما كانت طائرة الخطوط الملكية السعودية تقترب بنا من الهبوط في مطار جدة الدولى بدأت معالم المدينة الساحلية السعودية تبدو واضحة من إرتفاع قريب -المباني والجسور والمتحركات ومن بين الأخيرة هذى لمحت شاحنة برسيم جاف تشق طريقها من الميناء على ما بدأ الى عمق المدينة فأحسست نحوها بميل خاص -!
من الجو حدث ارتباط وجداني بيني وبين شاحنة البرسيم الجاف والتى -قطع شك -كانت قادمة من البر السودانى حيث أجمل الأوطان (يا وطني -!)
كانت شحنة البرسيم تلك هي آخر ما رأيت من السودان بالمملكة عدا السودانيين الذين يقترب عددهم في شوارع مدن المملكة من السعوديين -بسم الله ما شاء الله -وفيما عدا الناس فلا شيء من السودان في الأسواق والمتاجر والمطارات والموانئ (لا يوجد شيء)! لا منتجات الثروة الحيوانية ولا الزراعية -لا المعادن ولا حتى عبوات ماء من النيل العظيم -لا يوجد شيء -(لم ينجح أحد )!
تسير المملكة العربية السعودية بسرعة كبيرة وفق خطة واضحة هي رؤية قيادة الدولة لما ينبغي أن يكون عليه الحال في 2030م وهى الخطة التى انعكست على حركة وروح الفرد في المملكة فأصبح الكل يتحرك بسرعة 2030 !
الأذكياء من حولنا وضعوا خططا متابعة لحركة الصاروخ السعودى مصر -مثلا- لديها خطة 2030م أما نحن فلا شيء مكتوب ولا مرسوم ولا مخطط فقط نتطلع للمساعدات الخليجية والتى ان جاءت شكونا من قلتها وان غابت شتمنا دول الخليج !
حسنا إلينا الدرس المجاني -المملكة العربية السعودية قد وصلت للعالمية ولا أقول تنطلق نحوها فلقد تجاوزت بالفعل من حيث مقاييس التطور العديد من دول المقدمة في العالم الغربي وهي على وشك ان تشكل (القطب العالمي الثالث )كما كتبت حال وصولي الى هناك وملاحظتي للتطور الرهيب للمملكة وحتى يكون لنا من هذا التطور نصيب يجب أن نبدأ الآن وان لم نفعل فسوف نضطر للبداية من البداية- ولو بعد مائة عام !
التقدم بخطة واضحة وعاجلة لقيادة المملكة العربية السعودية لشراكة استثمارية تجمع ما بين الموارد السودانية ورأس المال السعودي وبصورة شفافة وعادلة
لابد ان تكون الخطة السودانية طموحة تبدأ بمواعين التنمية الجامعة لمصالح البلدين وعلى رأسها جسر يربط بين السودان والمملكة عبر البحر الأحمر (كوبري عديل-لم لا ؟!)
ان المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج وبعلاقاتها وشراكاتها الدولية لا تنقصها خبرة ولا مقدرة على إستثمار موارد السودان في فترة وجيزة وبما يعود بالنفع للجانبين او (الجوانب)كلها
ان المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي هي أكبر كتلة دولية ذات مقدرة إقتصادية وهي الأقرب للسودان الدولة والشعب والجغرافيا والتاريخ وهذى مزايا إضافية يمكن البناء عليها لصالح الجميع
السودان يمكن ان يصبح بوابة المملكة والخليج للعمق الافريقي والمملكة والخليج يمكن ان تكون سوقا كبيرا للمنتجات السودانية ولن يقوم هذا الحلم إلا على (كوبري)يجمع المنطقتين
المملكة من اليوم وحتى 2030م أمورها واضحة الباقي على أصحاب شحنة البرسيم الجافة -!