علم الدين عمر باشدار وحائط المبكي.. آخر الأثمان الغالية ..

عندما أنحني الضابط العظيم يومها بكل عزته وعلاماته وعقيدته العسكرية لإلتقاط علم السودان ورمز سيادته الذي قذف به فاقان أموم المنتشي بالزهو علي ثري الجنوب (الرويان) بدماء الشهداء كنا نعلم أننا ندفع ثمنا باهظاً لسلعة غالية إسمها الإستقرار إشتراها السودان بالأسي ومر والذكريات وحين بحثت عنها قحت في زمان المسغبة وهوان الطالب في كل مصانع الدنيا الرديئة لم تجدها بالبلاد بطولها وعرضها ومستقبلها ثمناً لدرجة أن اصبح (باكوبي) هدفاً لفلاشات الكاميرات وصور السيلفي ولا عزاء لوكيل العريف الذي سلم كارلوس وربما لم يكن يدري أنه في حضرة أعظم مطلوب دولي في القرن العشرين.. ثم أستمر النزيف وقحت التي وجدت في رئيس وزرائها المغلوب علي أمره حائطاً جديداً للمبكي وهي تحمله كل خيباتها بعد أن أسمته المؤسس ذات سكرة والنزيف يعني أن الثمن الباهظ لا زال يتجدد والقوات المسلحة تطرد رئيس أركانها من الخدمة وقائدها السابق علي أريكة السجن بعلياء التي تعالج كبد السودان المفطور بتدبيره وترتيبه وسلعة الإستقرار التي أشتراها.. وخيرة ضباطها في أقفاص الإتهام يربضون كالأسود الجريحة.. وقائدها العام يدافع قحت بالتي هي أصعب.. فهي مجبولة علي الخلاف الذي أفسدت به السلطة فكيف تصلح به المعارضة؟
الشارع كذلك دفع ما عليه من ثمن كاملاً وزيادة وهو يلفظ هذا المولود السيامي ذو الرؤوس المتعددة المتشاكسة التي غرق بعضها في بئر الفشل وبعضها سقط في جب العمالة والإرتزاق..
ندفع الثمن وقحت تقول أن مؤسسها قد أستدعي ورطة فولكر دون مشاورتها وقد أقاموا له المنابر وتخفوا معه بليل ونحروا له الذبائح وأستعدوه علي بلادهم وشعبهم ضحي.
ندفع الثمن وناشطي الحرية والتغيير يزعمون أن حمدوكهم أبتلع ترياق البنك الدولي وصندوق النقد في غفلة منهم ووزير كارثتهم البدوي يدعي أن الرجل أفشل برنامجه..
ندفع الثمن من كرائم أوقاتنا وأستقرار بلادنا وقحت تطالب الزمان أن يستدير كهيئته ويعود الشعب السوداني لمساطب الفرجة عليها وهي تقوده للهاوية..
ندفع الثمن وهي تتدشأ طعم الدولارات التي قال سلكها أنهم تلقوها من الخارج خالصة سائغة باردة لمكتب رئيس الوزراء ومستشاريه و هوامه من كل صنف ولون ولا عزاء للأخضر المدموغ بصقر الجديان جوازاً للسودان وشعبه..
أما الآن فقد أنتهي الدرس ولم يعد في جسد الوطن ما يكفي لجراح جديدة فقد سقطت ورقة التوت لأن المتدثرين بها لا يعلمون أن في أجسادهم عورة.. ولابد من وضع النقطة الأخيرة في هذا السطر فلنتجه جميعنا.. جميعنا نحو الصندوق الأخضر وليكن ما يكون فلا مجال لسرقة جديدة للمشهد ولن تنفع محاولات الإلتفاف علي الشعب بإدعاء المراجعة أو حتي التراجع فحتي باشدار قالت قولها والسلام علي من أتبع الهدي.