الخرطوم_ سودان بيزنس
أقرت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الإنتقالية في السودان (يونيتامس) بإدراج توقيعات إسماعيل وايس المبعوث الخاص للهيئة الحكومية الدولية للتنمية (الإيقاد) ومحمد حسن ولد لبات مبعوث الإتحاد الأفريقي دون علمهما في خطاب تم إرساله إلى قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني، يفيد بأن الحوار بدون وجود المكون العسكري غير مجدي وسجلت بعثة يونيتامس إعترافاً بواقعة التزوير في خطاب توضيحي آخر جاء فيه: (في حين أن الآلية الثلاثية قد وافقت على هذه الخطوات، فإن الخطاب الذي تم إرساله حمل للأسف وعن طريق الخطأ توقيعي البروفيسور لبات والمبعوث الدكتور وايس اللذين لم تتم إستشارتهما بشأن النص المحدد وكانا خارج البلاد عند إرسال الخطاب).
وأكدت الآلية الثلاثية، في خطابها الممهور بتوقيعات مزورة لقوى التوافق الوطني، أن الصيغة المعنية للحوار بين المكونين العسكري والمدني التي تسيرها، إنتفت مع قرار الجيش السوداني عدم المشاركة في المباحثات. وذكر البيان أن الآلية الثلاثية أرسلت في 5 يوليو الجاري خطاباً للمشاركين في إجتماعات 8 يونيو الماضي، بشأن إلغاء الإجتماع المخطط له مع جهات التنسيق. وأضاف البيان أن هذا الإجتماع الذي عقد بتسيير من الآلية الثلاثية كان مبني على حوار عسكري – مدني، ومع إتخاذ الجيش قرار عدم المشاركة في المحادثات، أبطل أساس هذه الصيغة. وأكد البيان أن الآلية الثلاثية ستواصل الإنخراط مع جميع المكونات التي شاركت في إجتماع 8 يونيو، بالإضافة إلى جميع أصحاب المصلحة الآخرين كجزء من جهودها المستمرة لتسهيل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الحالية. وشجعت الآلية الثلاثية جميع المدنيين على التوصل للإتفاق على طريقة لتخطي الأزمة.
من جانبه علق الأمين العام لقوى الحرية والتغيير التوافق الوطني ورئيس المكتب السياسي للتحالف الديمقراطي للعدالة الإجتماعية مبارك أردول على فضيحة تزوير توقيعات في خطاب رسمي قائلاً: (صدمت وبذهول وأنا أقرأ بيان صادر عن الآلية الثلاثية من الإتحاد الأفريقي والإيقاد والأمم المتحدة المعنيان بتسهيل الحوار السوداني – السوداني، ومنشور في صفحتهم، بأن ورد في البيان أن هنالك إقحام لأسماء مبعوث الإتحاد الأفريقي البروفيسور محمد الحسن ولد لباد والدكتور إسماعيل وايس مبعوث الإيقاد في خطابات تسلمناها رسمياً بالأمس عن قضية الحوار سيما بعد قرار المكون العسكري الإنسحاب منه).
وأضاف أردول: (أشار البيان الصادر اليوم بأن المبعوثين ود لباد ووايس لم تتم إستشارتهم وبل هم غير موجودين في البلاد، فكيف حدث هذا أن يتم إقحام أسماءهم دون إستشارة، وكذلك تزوير توقيعاتهم وهم مبعوثين دوليين في شأن كبير يؤثر على مستقبل بلادنا ومصير شعبنا، كيف أقحم أسماءهم البروف ولد لباد والدكتور إسماعيل وايس في خطابات أرسلت إلينا رسمياً كجهات سياسية معنية برسم مستقبل البلاد والخروج بها من أزمتها الراهنة؟). وقال مبارك أردول: (الخطابات التي أرسلت لنا فيها توقيعاتهم وظهر لنا لاحقاً في بيان أنها مزورة، بل لم تتم إستشارتهم حتى، لابد من إستجلاء الأمر حتى نعرف حقيقة من يزور الخطابات ويرسلها لنا؟ من يتلاعب ببلادنا؟ هل تم ذلك عن قصد؟ كيف لنا أن نثق في هؤلاء ونطلب منهم التسهيل في شؤون بلادنا؟ إن الأمر جلل).
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن تزوير التوقيعات وإدراجها دون علم أصحابها يعتبر (خطأ كارثي) لبعثة دولية يفترض أنها تحاور وتسهل في ملف مصيري لشعب بأكمله. وهو خطأ يدل على الفوضى والإرتباك داخل البعثة الأممية والآلية الثلاثية. وتساءل الخبراء هل هذه هي المرة الوحيدة التي قامت فيها بعثة يونيتامس بالتزوير؟ أم أن هناك مرات ومرات تم فيها ذلك. ولكنها إعترفت هذه المرة لأنهم تم ضبطهم ولم يستطيعوا مداراة الفضيحة المدوية؟. وقال الخبراء: (هذا خطأ وتزوير واضح في خطاب رسمي ينبغي أن يخضع لنقاش مستفيض من قبل الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي، ومحاسبة المسؤول الذي وافق على تضمين التوقيعات دون علم أصحابها لأن ذلك فضيحة ونقطة سوداء ستظل تلاحق الأمم المتحدة على مر التاريخ والأجيال).
ونبه الخبراء إلى أن الآلية الثلاثية نفسها تعاني من خلافات حادة. وتم توجيه أصابع الإتهام ليونيتامس أكثر من مرة خاصة بعد إنسحاب ممثل الإتحاد الأفريقي بسبب مشاكل وخلافات مع رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيريتس. وأكد الخبراء أن الآلية الثلاثية تحتاج إلى وسطاء ومسهلين ينهون خلافاتها وبعد ذلك يمكن أن تتدخل لحل مشاكل السودانيين. وأشار الخبراء إلى أن حادثة التزوير أكدت الشكوك تجاه فولكر بيريتس وأثبتت أنه غير حريص وغير أمين على المصالح السودانية، وأنه ينحاز إلى فئات ومجموعات وأشخاص يضمن عبرهم تنفيذ الأجندة الغربية المشبوهة في السودان.