الخرطوم: سودان بيزنس
لم يتوقع الأغلبية الصامتة في ظل الإنسداد السياسي والتشاكس الحزبي بين القوى السياسية وغياب الروح الوطنية أن يفأجئ نائب رئيس مجلس السيادة الجميع بأنه لا يوجد أمامنا طريق ثالث نسلكه لتأمين مستقبل شعبنا سوى الوفاق الشامل الذي لا يقصي احداً، اثناء مخاطبته تخريج الدفعة الأولى من الحركات الموقعة لإتفاق جوبا لسلام السودان من فاشر السلطان.
ويعتقد الخبراء استماع الجموع الغفيرة إلى خطاب حميدتي مباشرة في استاذ الفاشر بولاية شمال دارفور،بأن السلام الذي تحقق يحتاج إلى حراسة جادة ليتم تطبيقه على أرض الواقع، لأن أعداءه في الداخل والخارج يحاولون افشاله وعرقلة مسيرته، نحن كنا نعلم أن الطريق لن يكون مفروشاً بالورود وأن المتاريس ستكون كثيرة لكن أرادة الله غالبة وعزيمتنا قوية لتحقيق السلام، حتى لو اضطررنا إلى أن نحارب من أجله.
ويفتكر الخبراء ان السامعين لخطاب حميدتي على الصعيد الداخلي والخارجي أدركوا ان سلام جوبا بات حقيقة حسب قول حميدتي نحن جادون في الوصول الى سلام حقيقي يلبي احتياجات أهلنا في الاستقرار والتنمية وملتزمون بالعهد الذي قطعناه مع الله ومع شعبنا ، بالعمل على تنفيذ هذا الاتفاق بنداً بنداً، واستكمال هذا السلام وإلحاق اخوتنا الذين لم يوقعوا لننهي هذه الدائرة الخبيثة”
ويرى الخبراء ان حميدتى بخطابه طمأن أهل دارفور، من الخوف عندما قال: نعلم تماماً أن هناك بعض الأيادي المرتجفة تسعى الى تسميم أجواء السلام في دارفور من خلال اشعال الحرائق هنا وهناك باستخدام أساليب الفتنة والتحريض بين المجتمعات بهدف جرها نحو القتال والصراع، نقول لهؤلاء ان يد الدولة ما زالت قادرة على الوصول اليهم والتصدي لهم وحسمهم بالقانون.
وأكد الخبراء ان حميدتي حينما حذر ناس الجينية بقوله: “هل سمعتم بمطر بدون براق، والله تمطر فيكم مطر بدون براق ” دلالة على ان قلبه على مصالح شعبه بعيداً عن الأطماع الحزبية الضيقة، ويريد إخراج البلاد من الدائرة الخبيثة وتحويل ثمن الرصاصة إلى قلم وكراس، لانه صادق في حديثه ويعلم بان هناك بعض الأيادي تسعى لتسميم أجواء السلام من خلال إشعال الحرائق وهو يسعى لإطفاء الحرائق بالسلام الشامل .
ويؤكد الخبير في إدارة الحكومات المحلية دكتور محمد آدم أحمد أن حميدتي لم يكتف بالكشف عن مروجي الفتن، والمتآمرين ضد المصالحات والمتاجرين بدماء الناس حينما قال هناك تجمعات من الخارجين عن القانون مدججين بالسلاح نمهلهم 24 ساعة لتفريق تجمعاتهم قبل ان نحسمهم ونفرض هيبة الدولة، قبل ان يهدموا المعبد على رؤوس الجميع .
وفي ذات السياق يرى الناشط في حقوق الإنسان عبدالرحمن القاسم ان حميدتي بدعوته لأصحاب المصحلة بالطريق في تنفيذ السلام غير مفروش بالورود خطوة في الأتجاه الصحيح لإشراك المجتمات المحلية في بناء السلمي المجتمعي بالتعايش السلمي وعدم انتظار الأحزاب السياسية لنشر ثقافة السلام ومحاربة الأسباب الكامنة وراء خطاب الكراهية والتمييز العنصري
وأجمع الخبراء ان تصريحات حميدتي من فاشر السلطات كان لها مغزي، وان ساعة ميلاد السلام الحقيقي لاح في الأفق وان المؤامرات التي تروج لها تجار الحرب بواسطة وسائل التواصل الأجتماعي لاحداث الفتنة بين القبائل لن تنجح في تغيير عزيمة الرجال صناع السلام سوى تدميرأنفسهم.