الخرطوم_ سودان بيزنس
إستنكر الدكتور محمد المصطفى الخبير والمحلل السياسي توقيع بريطانيا إتفاقية مشبوهة مع رواندا لنقل طالبي اللجؤ من بريطانيا إلى رواندا كبلد بديل مبيناً أنه بذلك الاتفاق تنتهك بريطانيا حقوق الانسان وحقوق اللاجئين وتخالف نصوص الاتفاقات الاممية والاوربية التي وقعت عليها من قبل وتنص على حماية اللاجئين مبدياً دهشته من أن بريطانيا ظلت ومنذ سنوات تقدم النصائح للسودانيين فيما يتعلق بحقوق الانسان وهي نفسها تقوم بكل بجاحة بإنتهاك حقوق الانسان واللاجئين علناً وامام العالم مؤكدا أن الاتفاق البريطاني الرواندي وصمة عار في جبين الدولة العظمى التي تسمى بريطانيا وكان أجدى بها ان تصون حقوق طالبي اللجؤ اليها بعد أن وصلو الاراضي البريطانية بدلاً من أن تقذف بهم إلى دولة إفريقية كرواندا في سلوك عنصري بغيض أظهر بريطانيا وبكل وضوح كدولة عديمة القيم الاخلاقية والقانونية واظهر رواندا كدولة غير حرة تستجيب لاملاءات وتعليمات الغير وانها لاتتمتع بالسيادة الوطنية الكافية لصيانة قرارها الوطني السيادي.
وقال المصطفى إن السودان الذي تتعالى عليه بريطانيا وتقدم له النصائح فيما يتعلق بحقوق الانسان ظل ومنذ إندلاع الحرب الاخيرة في أثيوبيا يستضيف مليون لاجئ أثيوبي على أراضيه بالرغم من الازمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها وبالرغم من الفقر المضقع الذي يعيشه السودانيين وبالرغم من تخاذل المجتمع الدولي ومنظمات الامم المتحدة الذين لم يقدموا للسودان أي عون لمساعدته في إستضافة هذا العدد الكبير من اللاجئين إلا أن الحكومة السودانية سمحت للاجئين الاثيوبين بالدخول إلى السودان وأستضافتهم وتقاسمت معهم قوت شعبها وخدمات مواطنيها الصحية والتعليمية وخدمات المياه النظيفة مشدداً على أن السودان في هذه الحالة هو من يحق له تقديم النصائح للبريطانيين لانه لم يقوم بترحيل هؤلاء اللاجئين إلى أي دولة أخرى ولم يقفل حدوده امامهم رغم الصراع الذي كان يدور في الفشقة.
واضاف الدكتور محمد المصطفى ان ترحيل طالبي اللجؤ من الاراضي البريطانية على أسس عنصرية إلى رواندا سيظل فضيحة مدوية ووصمة عار تلاحق البريطانيين في كل العالم وداخل أروقة المنظمات الاقليمية والدولية منوها إلا انه ومنذ اليوم لايحق لبريطانيا أن تقدم دروس للاخرين في مجالات حقوق الانسان واللاجئين والحريات بل يجب عليها أن تطأطي رأسها وجبينها للاستماع لتجارب الاخرين في هذه المجالات لاسيما الفقراء من الدول الافريقية كالسودان الذي رغم فقره المادي إلا انه أثبت للعالم انه دولة تمتلك من قيم الشهامة والمروءة وإغاثة الملهوف ما لا تمتلكه دولة تدعي بانها عظمي مثل بريطانيا لافتاً إلا ان عظمة الدول تنبع من قيمها النبيلة وان بريطانيا أثبتت للعالم أنها دولة لاقيم لديها.