من الفاسد؟ …. فولكر يضع كل من يخالف سياسة التمييز في خانة الفاسد

الخرطوم:سودان بيزنس

 

آثار حديث فولكر بريتس رئيس البعثة الأممية للتحول الديمقراطي في السودان جدلا واسعا وخاصة ما يتعلق بطبيعة عمل البعثة في المرحلة السابقة وصوب عدد من الخبراء انتقادات لإدارة الازمة السياسية في البلاد، اعتبر المحلل السياسي محمد حمدان ان مرتكزات خطاب رئيس البعثة امام مجلس الأمن حمل القوى السياسية والمجتمعية مسؤولية الفشل في تحقيق صورة توافقية، ويرى حمدان ان عمل البعثة منذ البداية ذهب إلى تصنيف المكونات السياسية والمجتمعية وكان سببا رئيسيا في انحدار الخطاب السياسي بعد أن احتضنت البعثة مكونات سياسية صغيرة مجموعة من منظمات المجتمع المدني وناشطون  وواجهات حزبية ذات صلة بمجموعة قحت، في الوقت الذي استبعدت فيها كيانات مجتمعية واحزاب سياسية ذات ثقل جماهيري وارث تاريخي ممتد، ومضى حمدان إلى أن فولكر اطلق عبارات تصب في خانة تخوين أطياف عريضة من مكونات الشعب السوداني الرافضون لوجود البعثة من أساسه او الذين لايتفقون في وجهات النظر مع منهجية عمل البعثة بعد أن ذكر فولكر ان هناك مفسدون لا يريدون الانتقال إلى الديمقراطية أو يرفضون الحل من خلال الحوار يجب على الأطراف السودانية ألا تسمح لمثل هؤلاء المفسدين بتقويض فرصة إيجاد مخرج تفاوضي للأزمة وبالتالي السماح بتعيين حكومة متفق عليها مع برنامج عمل من الفترة المتبقية من الفترة الانتقالية. ويقول المحلل السياسي محمد السناري أن عبارة مفسدون تعتبر عبارة أدانة لكل من يختلف في أجندة البعثة في السودان وليس بالتأكيد ان كل رافض يعتبر مفسدا وخاصة إذا كانت البعثة اختارت منهجية تخالف الواقع الموجود وتعمل على محاباة مجموعة قادت البلاد الي ازماتها الراهنة وتصبح بعد ذلك محمية بمظلة دولية تعمل على إعادة ذات الفشل، وأشار السناري الي ان هناك فارق ما بين الشعارات البراقة وما بين آليات التنفيذ والممارسة، فمثل شعار عملية الانتقال الديمقراطي وإقامة إنتخابات نزيهة لا يختلف حولها لكن الممارسة السابقة للحكومة الانتقالية تجد ان أحزاب قحت هم الأكثر حرصا لعدم قيام الانتخابات ولو بعد عشرات السنين والدليل لذلك عدم تحمسهم لتأسيس مؤسسات الانتقال الديمقراطي وتعطيل القوانين التي تقود لبناء المؤسسات الدستورية، وبالتالي هؤلاء يمثلون الكتلة التي تعيق عملية التحول الديمقراطي، واضاف السناري ان التجديد للبعثة يمثل جريمة أرى ترتكب في حق السودان واحكام الحبل على عنقه والدفع به إلى اتون التقسيم والتشظي مثلما حدث وفي العراق وليبيا الذين ذاقوا مرارة التدخلات الدولية تحت شعار بعثات السلام الدولية