تقرير_ سودان بيزنس
أبدت دوائر مؤثرة في مراكز إتخاذ القرارات الأمريكية تجاه السودان إنزعاجاً كبيراً من تراجع زخم التظاهرات وإنصراف الرأي العام العالمي عن متابعتها إلى جانب تراجع الحشود المشاركة في المواكب مما سهل مهمة القوات النظامية في فضها. ورشحت أنباء عن فشل مخططات مدعومة من سفارات ودوائر غربية تم الترتيب لها بالتزامن مع مواكب السادس من أبريل وتم إحباطها بفضل يقظة القوات النظامية والمتابعة اللصيقة للعناصر الفاعلة في تنفيذ هذه المخططات.
وقالت مصادر مقربة أن واشنطن فقدت أبرز حلفائها في الداخل بسبب تطاول أمد العودة إلى كراسي الحكم عقب القرارات التصحيحية في الخامس والعشرين من أكتوبر، والإختراق الكبير لصفوف بعض التنظيمات والكيانات المعارضة، مما جعل خططهم مكشوفة بالأسماء والتواريخ والأماكن. وأكدت المصادر أنه وكخطوة مغايرة للتكتيكات السابقة تحاول الولايات المتحدة الأمريكية الولوج إلى السودان مرة أخرى عبر طريق جديد أظهرت من خلاله إستعدادها لإستئناف المساعدة المتوقفة للسودان فور تشكيل حكومة ذات مصداقية بقيادة مدنية.
وأكدت الخارجية الأمريكية في بيان للمتحدث الرسمي نيد برايس بمناسية الذكرى الثالثة لبدء الإعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم إن الولايات المتحدة شاركت السودانيين فرحتهم عندما بدأ السودان العملية الصعبة للإنتقال إلى الديمقراطية. وأوضحت الخارجية الأمريكية أن تقدم العملية السياسية الجارية بقيادة السودانيين التي تيسرها بعثة الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي والإيقاد بدعم من أصدقاء السودان تقدم أفضل فرصة لإستعادة المسار الديمقراطي. مؤكدة أن الشعب السوداني هو الذي يقرر شكل الديمقراطية التي يريدها.
من جانبه قال المحلل السياسي محمد سعيد أن سياسات أمريكا تجاه السودان ظلت تتعرض لهزات مستمرة نتيجة لتعدد الأيادي في الملف الخطير والتزاحم الدولي على الرقعة المهمة في القارة الأفريقية، مما جعل التعامل مع الخرطوم معقداً. وأكد محمد أن السياسة الأمريكية تضع مصلحتها في المقام الأول ولا يعنيها كثيراً شعوب المناطق المستهدفة التي تنتهج معها سياسة التجويع والترهيب لإخضاعها وسلبها لقرارها. ولذلك نجد أنها غيرت من سياستها تجاه السودان بمجرد شعورها بأن خطتها الأولى للسيطرة عبر العملاء والضغط على المكون العسكري قد فشلت.
وأكد محمد سعيد أن الزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى موسكو أدخلت الرعب في قلوب الأمريكان وسارعوا إلى إحتواء الجفوة بينهم والحكومة السودانية بعد أن أحسوا بخطر إبتعاد الخرطوم عنهم تماماً، والذهاب إلى المعسكر الشرقي، وهو ما تخشاه أمريكا وتسعى إلى تحجيمه. وأضاف محمدأن زيارة حميدتي إلى روسيا حققت التوازن المطلوب في علاقات السودان الخارجية، وجعلت منه رقماً يصعب تجاوزه بعد أن تحرر من القبضة الدولية الأحادية، وأظهرت قيادته لا مبالاتها بتلويحات واشنطن بسيف العقوبات والتهديد والوعيد.
وختم محمد إفاداته بأن محاولات أمريكا لجذب السودان نحوها عبر الوعود بالمساعدات صار لعبة مكشوفة فقدت بريقها، بعد أن عاش الشعب السوداني سنوات قاسية في عهد الثورة وقبلها دون يقف معه المجتمع الدولي الخاضع لأمريكا وقراراتها. مشيرا إلى أن مؤتمرات أصدقاء السودان التي إنعقدت وإنهالت فيها التبرعات، لم يصل منها دولار واحد لخزينة بنك السودان، وتبخرت الآمال وبقيت الحسرة والندم على الجري وراء سراب بريق الغرب وصداقته الملغومة ووعوده الزائفة.