تقرير_ سودان بيزنس
أكدت الولايات المتحدة أن السودان بحاجة إلى إطار انتقالي بقيادة مدنية وإعادة صياغة دور الأجهزة الأمنية، في ذات الوقت طالبت بـ”وقف الاعتقالات الجائرة” وجاء ذلك على لسان المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة، ليندا توماس غرينفيلد، أمام جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك حول آخر مستجدات الأزمة في السودان، بحسب وكالة الاناضول وقالت غرينفيلد في كلمتها: “السودان بحاجة إلى إطار انتقالي بقيادة مدنية، يدفع بالبلاد نحو انتخابات حرة ونزيهة، ويعيد صياغة دور الأجهزة الأمنية بما يكون مقبولاً من قبل الشعب السوداني “وأضافت: “يجب على الأجهزة العسكرية والأمنية أن تضع حداً فورياً للاعتقالات الجائرة لنشطاء المجتمع المدني والسياسيين والصحفيين والشخصيات الثقافية والعاملين في المجال الإنساني”.وتابعت: “كما يجب وقف العنف الرهيب الذي يُرتكب ضد المتظاهرين السلميين، بما في ذلك العنف الجنسي والاعتداءات على المرضى في المرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي”.ودعت السفيرة الأمريكية “السلطات السودانية إلى محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين السلميين “.وأكدت “وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب السوداني في سعيه لإقامة دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان.واستطردت غرينفيلد: “يجب أن يكون جميع الناس في السودان قادرين على التعبير عن آرائهم والتظاهر سلميا دون التهديد بالعنف أو الاعتقال”.
محاولات تفكيك
ويرى الدكتور الطاهر محمد صالح المحلل السياسي أن حديث المندوبة الأمريكية يكشف بجلاء موقف أمريكا ورغبتها المستمرة في تفكيك المنظومة الأمنية بالسودان، وقال الطاهر هذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها أمريكا عن القوات النظامية وهيكلتها وإعادة صياغتها ولفت إلى أن هذا اسم دلع للتفكيك الذي يعقبه إنهيار كامل الدولة كما حدث في عديد البلدان التي تدخلت فيها ايدي أمريكا والغرب وقال هذه استراتيجية معلومة تسعى أمريكا لتحقيقها وعلينا أن نفهم ذلك بوعي لأن تماسك المنظومة الامنية يشكل جدار حماية يمنع إنهيار دولتنا ويقطع الطريق على المخطط الغربي الأمريكي.
تدخل سافر
بدوره أكد الأستاذ مكي يوسف خبير العلاقات الخارجية أن
حديث أمريكا عن إعادة صياغة المنظومة الأمنية يمثل تدخلاً سافراً في شئون السودان الداخلية وقال ليس من حق أي دولة أن تتحدث عن هيكلة او صياغة أو أي ترتيب للقوات المسلحة في دولة أخرى وقال يجب على الحكومة أن ترد على واشنطن وترفض هذا التدخل غير المقبول والذي يتنافى مع كل الأعراف والقوانين الدولية وقال هذا المخطط مقصود به وضع السودان تحت الوصاية الغربية باستغلال المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وغيرها وأكد مكي أن أمريكا فقدت البوصلة وأصبحت لا تتورع عن الحديث والتدخل في شؤون الغير وقال فشل مخطط تصديها لروسيا وتحاشت التدخل المباشر في حرب أوكرانيا لأنها تعرف حجم الرد ولكنها تحاول الإستئساد على الدول الفقيرة للسيطرة عليها وقال إن السودان مستهدف بالتفكيك كدولة وليس فقط القوات المسلحة التي تمثل اخر مصدات الإنهيار.