نشاط مريب في الشوارع والسلطات تتحسب بتأمين العاصمة

الخرطوم _ سودان بيزنس

عقدت أمانة حكومة ولاية الخرطوم إجتماعاً موسعاً دعا له والي ولاية الخرطوم المكلف أحمد عثمان حمزة، بحضور الفريق عبدالله البشير نائب رئيس هيئة الأركان عمليات ونائب مدير قوات الشرطة المفتش العام الفريق مدثر عبدالرحمن وأعضاء لجنة أمن الولاية والمحليات وممثلين لجهاز الأمن والمخابرات والدعم السريع.
وناقش الإجتماع إسناد لجنة أمن الولاية ولجان أمن المحليات من أجل تحقيق الإستقرار الأمني ومحاربة التفلتات والجريمة وتنظيم الأسواق. وأمن الاجتماع على دعم جهود حكومة الولاية في مجال إصحاح البيئة وإزالة الأنقاض وفتح الطرق لتسهيل حركة المرور أمام المواطن. كما تقرر تكوين قوة مشتركة من القوات الأمنية وحكومة الولاية تعمل في المحليات من أجل إستقرار الأمن وإزالة التشوهات البصرية في أسواق العاصمة والعمل على إعادة تنظيمها.
وتشهد العاصمة الخرطوم عمليات تتريس واسعة في الشوارع الرئيسة وداخل الأحياء مما أدى لشل حركة المرور وتعطل مصالح المواطنين الذين دخلوا في إشتباكات وملاسنات مع حراس المتاريس. وأبلغ شهود عيان محرر (متاريس) أن أبرز تلك المناوشات كانت في السوق المركزي جنوبي الخرطوم عندما قام مواطنون بفتح الشوارع المغلقة بواسطة لجان المقاومة. كما شهدت مناطق أخرى مناوشات وملاسنات بين مواطنين غاضبين من إغلاق الطرقات وشبان المقاومة فيما لم تسلم سيارات من الرشق بالحجارة عند محاولتها عبور المتاريس عنوة.
في غضون ذلك حذر ناشطون سياسيون من مواجهات محتملة بعد رفض مواطنين وضع المتاريس وتضرر أعمالهم ومعيشتهم خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية في البلاد. وأكد الناشطون أن أمن العاصمة خط أحمر ويجب تدعيمه بقوات مشتركة من الجيش والدعم السريع والشرطة وجهاز المخابرات وبقية القوات النظامية للسيطرة على التفلتات التي أرقت حياة المواطنين.
من جانبه قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الماجد عبد الحميد في مقال تم تداوله على نطاق واسع أن الذين يقفون خلف خطة التصعيد الحالية لن يتوقفوا عن الحرق وتدمير الطرق وتتريسها. مشيراً إلى أن الهدف هو الضغط على الحكومة الحالية ووضعها في خانة الأزمات المتصاعدة والمتلاحقة وبعدها تغيير كامل المشهد السياسي.
وقال عبد الماجد أن خطة خنق السودان في الأيام القادمة ستأخذ أكثر من محور منها تشجيع ظواهر الإنفلات الأمني وتركيز الضغط في جبهة الدولار والعمل علي رفع سعره ليصل إلى أعلى سقف له. وتحريك واجهات الأحزاب اليسارية في مؤسسات الدولة بالتركيز على طلاب المدارس ويتزامن مع هذا التصعيد حملة إعلامية شرسة ضد الواقع الإقتصادي والخدمي بالبلاد.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن ما يحدث الآن يتطلب الحذر واليقظة لأنه يبدو أن جهة ما ترتب لحدث قادم وتستغل الشباب في التظاهرات وتنصب المتاريس لشل الحركة لإنجاح العصيان المدني بالقوة، وعلى القوات النظامية التحسب لهذه التحركات والمخططات. وأكد الخبراء أن عودة التتريس بهذه الصورة مع إنتشار التفلتات الأمنية يؤكد أن المخطط يمضي إلى نهاياته بالتزامن مع الأوضاع الإقتصادية الراهنة. مشيرين إلى أن مثل هذا المشهد صار مكرراً ويمهد دوماً لتغيير قادم.