الخرطوم _سودان بيزنس
كشفت مبادرة عوافي لمكافحة المخدرات و علاج الإدمان عن وجود (3) ألف حالة إدمان بمخدر الآيس وسط الطلاب تتراوح أعمارهم ما بين 13-18 عاماً بمستشفى التجاني الماحي بولاية الخرطوم.
وأعتبر المختصون بمكافحة المخدرات ان وجود (3) ألف حالة إصابة بمخدر الآيس في مستشفى التجاني الماحي بولاية الخرطوم فقط بمثابة كارثة اجتماعية تقلق الأسر ومهدد للأمن القومي، لكونه مخربا لأجهزة جسم الإنسان وعلى رأسها الخلايا العصبية.
وقال عدد من المختصين في علاج الإدمان إن خطر مخدر الآيس يكمن في انه بمجرد تعاطيه الإنسان يشعر بإحساس النشوة والسعادة ولكن سرعان ما يتحوّل سعادته تلك إلى البدايات المميتة ويكسبه سلوكا عدوانيا مفرطا تجاه جميع من حوله، وحتى نفسه نتيجه هلاوس سمعية وبصرية، نظرا إلى حالة الهياج العصبي الشديد التي تصيب المرض.
وأعرب عدد كبير من المتخصصين في مكافحة المخدرات بوزارات الداخلية والصحة بولاية الخرطوم والتربية والتعليم عن بالغ امتنانهم لرعاية النائب الأول لرئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو لحملة مكافحة المخدرات التى تفشت وسط الشباب والشابات لمعالجة ثلاثة ألف من المدمنين بمخدر الآيس.
وأكدت السلطات الصحية بولاية الخرطوم واسر المدمنين بأن حميدتي هو الضامن لمعالجة حالة الإحباط وسط هؤلاء الشباب في ظل الانسداد الاقتصادي والبطالة بفتح آفاق الاستثمار للمتعافيين من الإصابة بدمجهم في المجتمع عبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة لنقلهم من حالات الإحباط إلى التعافي.
ودعا الخبراء الأسر بالكشف عن حالات إدمان أبناءهم وارسالهم إلى مراكز التأهيل وعدم تدميرهم بعامل الوصمة والعار، لأن علاج إدمان الآيس يتطلب مجهوداً مكثفًا يفوق جهود علاج مدمن المواد المخدرة الأخرى، لان عملية العلاج تجري داخل مراكز إدمان متخصص بغرض معرفة الاستجابة ومتابعة حالة الهياج العصبي الشديد التى تصيب المرضى والتي قد تسبب في انتحار المتعاطي.
وكشف الأطباء في الورشة التي عقدتها مبادرة عوافي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم تحت شعار حياة خالية من المخدرات وشباب محصن من الإدمان ان علاج مدمن الآيس يستغرق من (6 إلى 12) شهراً حيث يتضمن العلاج ثلاث مراحل أساسية وهي مرحلة سحب السموم من الجسم، وهي الأصعب، والتي يصاحبها اعراض حادة من الإكئتاب والهياج العصبي وارتعاش الأطراف، ومن ثم تأتي بعد ذلك مرحلة العلاج النفسي والتغيير السلوكي التي تهدف إلى البحث عن الأسباب النفسية التي دفعت المريض إلى الإدمان، ثم تأتي مرحلة الأخيرة وهي التأهيل الاجتماعي وتجنب الانتكاسة التي تهدف إلى عودة المتعافي للحياة الطبيعية من دون انتكاسات.
وعلى مدى انعقاد الورشة ظل السؤال الأكثر تعقيداً ويطرح نفسه على مدار الساعة، هل من علاج من إدمان مخدر الآيس؟
ارجع الخبراء إلى أن مخدر الآيس اشتهر استخدامه في الحرب العالمية الثانية حينما طلبت ألمانيا النازية من عملائها صناعة منشط بكميات كبيرة لتحسين أداء الجنود والجيوش في الحروب بشكل يمكنهم من هزيمة الاعداء.
وكشف خبير في إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية فضل عدم ذكر اسمه أن أول رصد لدخول مخدر الآيس في السودان كان قبل ثورة ديسمبر عبر الموانئ من إحدى دول الجوار ولكن تفاقم انتشاره بعد ثورة ديسمبر عبر المسيرات والمظاهرات بين الشباب والشابات من عديمي الضمير في كل من(الخرطوم، ومدني ، وبورتسودان، نيالا والجنينة).