مونيتير الأمريكية تحذر.. وقف الدعم الغربي يقود السودان نحو روسيا
حذرت صحيفة (المونتير) الأمريكية من أن استمرار تعليق المساعدات الغربية وتوقف المؤسسات الدولية النقدية عن إقراض السودان سيؤدي إلى التمدد الروسي في البلاد.
وقالت الصحيفة في تقرير أمس إن زيارة نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو إلى موسكو قوبل فيها بحفاوة، وأشارت إلى أن الزيارة قصد منها الحصول على الدعم المالي المباشر لمساعدة الاقتصاد المنهار، واعتبرت أنها تحمل في طياتها أيضاً رسالة تحذيرية إلى الغرب مفادها أنه حال لم تتم إعادة القروض ورفع العقوبات فإن السودان سيلقي بثقله في المدار الروسي.
فيما لفت الدبلوماسي الأمريكي السابق كاميرون هدسون إلى أهمية تقديم روسيا للدعم السياسي للمجلس العسكري دولياً ودعمه اقتصادياً مبيناً أن السودان اعتمد على روسيا في المجالات العسكرية والاقتصادية خلال الفترة من 1993-2020 في الوقت الذي أدرجت فيه الولايات المتحدة الأمريكية السودان كدولة راعية للإرهاب، وحذر هدسون من أن استمرار العزلة الغربية للسودان لجهة أنه يُمكن روسيا من إنشاء قاعدتها العسكرية المزمع تشييدها على البحر الأحمر الأمر الذي يُعزز النهوض الجوهري لاستراتيجية روسيا في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط.
وأضاف هيدسون: “ما يحاول الروس إنجازه في السودان هو استراتيجي وليس تكتيكياً ولا يجب أن يقلل من وجودهم في مالي أو ليبيا أو سوريا” ونوه إلى أن السودان يسمح لهم بربط كل هذه النقاط.
إعتراف متأخر
ويرى الخبراء أن هذه اعترافات غربية متأخرة بخطأ القرارات التي يتخذونها وأكد الدكتور عادل التجاني الأكاديمي والمجال السياسي ضرورة مضي السودان في تعزيز العلاقات مع روسيا وقال في تعليق على التحذير الأمريكي أن روسيا ظلت وفية في دعم السودان طوال وقت الحصار الغربي وهذا ما اعترفت به الصحيفة الأمريكية نفسها وأكد التجاني أن الغرب تخلى عن السودان في أوقات حرجة ولم يقدم له أي شئ لإنتشاله من الأزمات الاقتصادية وقال إن الغرب كان سبباً أساسياً في هذه الأزمات من خلال الحصار من ناحية ومن خلال فرض تطبيق روشتة البنك الدولي المدمرة.
تحريض
بدوره أشار الأستاذ محمد عبد الله آدم الخبير الاستراتيجي إلى أن كاميرون هيدسون هذا الذي ينتمي للمخابرات الأمريكية ظل يهدد بالعقوبات ويطالب بها ضد حكومة السودان والمكون العسكري عبر تغريداته في تويتر والحديث لوسائل الإعلام وقال انه الان يتباكى على ضياع النفوذ الغربي في السودان بسبب تقدم السودان خطوات نحو موسكو وأضاف آدم ان مصلحة السودان يجب أن تكون هي الأولى والأخيرة ودعا لضرورة تطوير العلاقات مع روسيا والصين وكل الدول التي ليس لها أجندة وأطماع استعمارية وقال لن يحدد الغرب علاقات السودان الخارجية.