هددوا بترك المهنة.. خسائر فادحة لتجار الخضر والفاكهة باسواق الخرطوم

الخرطوم : سودان بيزنس

تكبد عدد من تجار الخضروات والفواكه بولاية الخرطوم خسائر مالية فادحة خلال هذا الأسبوع أدت إلى توقف بعضهم عن العمل والخروج من السوق تفادياً لمزيد من الخسائر الناتجة عن إحجام كبير من المستهلكين عن الشراء. ورصدت (مداميك) في جولتها في جنوب الخرطوم كساداً للمعروض من خضروات في الأسواق بسبب زيادة تكلفة الخضروات وارتفاع أسعارها بفعل تدخلات الوسطاء وارتفاع أسعار الوقود والسيول التي أتلفت مزارع إنتاج الخضر والفواكه والفيضانات التي ابتلعت الجروف.

وفي امتداد الدرجة الثالثة قالت السيدة صفاء بشرى عبد الحفيظ لـ (مداميك) “لم أشترِ احتياجات المنزل من الخضروات اليوم وسأعود إلى المنزل ببعض المعلبات وبعض البقوليات لأطبخها للأسرة في الأيام القادمة”. وأكدت صفاء أنه بالرغم من مقدرتها على المالية لشراء احتياجاتها من الخضروات الآن إلا أنها لن تزعن لجشع التجار الذين طمعهم مثل نار جنهم لا يشبع ويبحث عن المزيد”. وأشارت إلى أن الأسعار غير موضوعية واستغلالية، وأن الزيادات غير مبررة. وترى من واقع مسؤوليتها نحو المجتمع عدم إهدار المال واتباع أهواء التجار والسماسرة التي تركت الفقراء لا يستطيعون الحياة.

وأمام محل بيع خضر في منطقة الصحافة اقتربت (مداميك) من العم الطيب عبد القادر عبد الماجد (معاشي) الذي تساءل بنبرة بانفعال واضح “هل هذه عدالة؟ عملت أربعين عاماً معلماً أعلم أجيالاً.. تنقلتُ في جميع أرجاء مناطق الشدة ويكون الجزاء قيمة معاش شهر يساوي قيمة (كيس سلطة)”. ثم أضاف “لا سؤال حول ذلك بالتأكيد.. ليست لي قدرة مالية للشراء بهذه الأسعار، ربنا يهون وحُكم علينا الزمن بالعدس والعدسية والبليلة”. ولفت نظر (مداميك) إلى قطعة من الكرتون كُتب عليها بخط رديء سعر كيلو الطماطم (1450) جنيها، ثم قال متهكماً “ذلك يعني أن سعر طبق السلطة الخضراء (10000) جنيه، فهل أستطيع تناول طبق سلطة؟ شخصياً عاجز عن ذلك، وأنا في العقد السابع من عمري الذي اجتهدت فيه وعملت”، ثم قال مختتماً “ربنا يهون على عباده”.

واعترف تاجر الخضروات بالسوق المركزي الخرطوم آدم نعيم لـ (مداميك) بوجود ارتفاع في أسعار الخضر خلال هذا الأسبوع بنسبة تصل من (50-70%) من قيمة أسعار الأسبوع الماضي. وعزا الارتفاع إلى السيول والأمطار التي تضررت منها المزارع، أما السبب الأساسي – في نظره – يعود إلى اختفاء الجروف النيلية نتيجة للفيضان الكبير، وكانت إنتاج خضروات هذه الجروف يغطي نسبة كبيرة من احتياجات العاصمة بأسعار معقولة لعدم وجود تكاليف كبيرة في الري والأسمدة، إضافة إلى أن قيمة ترحيلها إلى الأسواق لاتقارن بقيمة رسوم الترحيل من مناطق الإنتاج الواقعة خارج الخرطوم. وأشار إلى أن سعر الترحيل من مدني إلى الخرطوم (90) ألف جنيه. وأضاف “بالتأكيد سيضاف هذا المبلغ إلى أسعار الخضروات المعروضة كتكلفة، وستقع قيمتها على عبء المستهلك. وكشف آدم بصفته تاجر جملة أن قراءته للسوق غير مشجعة مما اضطره إلى تقليل الشراء من المنتج لعدم إقبال صغار التجار على الشراء.

ومن على سيارة نقل (بوكس) أطل على (مداميك) وجه جمال جادين كان تاجر توزيع خضروات يستخدم السيارة في بيع الخضروات داخل الأحياء السكنية بمنطقة جبرة، قال في إفادة له للصحيفة “منذ عشرة أيام توقفت عن تجارة الخضار منذ وقتها تلمست إحجاماً كبير اً من المواطنين عن الشراء.. أجد نصف خضاري (باير) وبدأ في الذبول والتلف عند المساء، وهذه خسارة تصل إلى (75%) من رأس مالي الضعيف، وأقوم بتسويقه بأقل من نصف سعره لأصحاب المطاعم والتجار الذين يملكون ثلاجات لتجنب الخسارة الكلية.. وطيلة اليوم أستمع إلى اتهامات المواطنين لي بالجشع وعدم مخافة الله، وهي اتهامات صائبة ومحقة، لكن لا توجه لصغار التجار من لا حيلة لهم ويجب أن توجه للسماسرة الذي يرفعون الأسعار دون بذل مجهود ليكسبوا أموالاً طائلة”. وقبل انطلاق السيارة قال “الحمد لله في راحة من الاتهامات والتعب.. أستخدم هذه الأيام السيارة للنقل فقط”. ثم أضاف”بلا هم”. وانمهك فى حديث مع أحدهم حول سعر ترحيل زيوت إلى سوق السجانة.

وأثناء الجولة رصدت (مداميك) أسعار الخضروات بالسوق المركزي، حيث بلغ سعر كيلو الليمون (1000) جنيه، وسعر كيلو الجزر (1000) جنيه، وسعر الباذنجان (700-800) جنيه، سعر كيلو الطماطم (1,200) جنيه وكيلو البطاطس (500) جنيه للكيلو، والباذنجان (700) جنيه.

وبعد امتناع المواطنين عن تناول الخضروات لغلاء أسعارها سألت (مداميك) اختصاصية الصحة والتغذية حنان إسماعيل عن الآثار الصحية المترتبة على هذا الإحجام ومدى خطوته على الصحة، أجابت “تعد الفاكهة والخضروات من أهم الأطعمة التي لابد للإنسان من تناولها بصورة منتظمة في الحصة الواحدة، فتناول المقدار اليومي الكافي منهما يقيه من الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة والخطيرة، ويزيد من القدرة المناعية لديه وتقلل من نسبة الإصابة بالسمنة والدهون، كما أنها قليلة السعرات الحرارية، ويحتوي على معادن مهمة كالبوتاسيوم والماغنسيوم وفيتامين أ وفيتامين ج والمعادن والأملاح المعدنية، كما أنه يحتوي على الألياف الغذائية التي تحتوي على مواد السيليلوز التي تساعد على امتصاص الطعام بالمعدة، وتقضي على الشعور بالجوع لمدة أطول، وتحسن من عملية الهضم وعمليات التمثيل الغذائي والأيض الخلوي وتساعد على دفع الطعام وتحريكه إلى الأمعاء، كما أن الفاكهة والخضر يحتويان على معادن الحديد والنحاس اللذان يعملان على تكوين كرات الدم الحمراء وزيادة نسبة الهيموجلوبين بالدم، يحتويان على مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الأورام السرطانية والأمراض المزمنة تناول الوجبات التي تحتوي على الفاكهة والخضروات يحمى الجسم من الاضطرابات الهضمية ومشاكل الضغط وأمراض القلب التاجية والوعائية، لذلك فعدم تناولها يضر الجسم”.