الخرطوم : سودان بيزنس
تصاعد غير مسبوق يسيطر على أسعار السلع في السودان، وسط حيرة بالغة لدى كثير من فئات المجتمع الراغبة في التسوق لأجل عيد الأضحى.
وأرجع اقتصاديون غلاء الأسعار إلى ارتفاع معدل التضخم لنسب خرافية، وضعف القوة الشرائية للجنيه الذي تراجع بدوره إلى مستويات قياسية أمام العملات الأجنبية، إذ لامس الدولار الأمريكي حائط 500 جنيه في تعاملات السوق السوداء، قبل أن يتراجع إلى حدود 445 جنيها.
وقبل ساعات من حلول عيد الأضحى المبارك، أعلن الجهاز المركزي للإحصاء السودان ارتفاع معدل التضخم إلى 412.75% خلال شهر يونيو/حزيران، مقارنة بـ378.79% في مايو/أيار الماضي، بزيادة بلغت 33.96 نقطة.
التصاعد المخيف في معدل التضخم انعكس على أسعار السلع والخدمات في السودان خاصة مستلزمات واحتياجات عيد الأضحى المبارك، التي أصبحت في غير المتناول.
أوضاعُ أجبرت العديد من العائلات السودانية على التنازل عن شراء ملابس جديدة خاصة للأطفال، في كسر لتقليد درجت عليه لعقود ماضية، نظراً للغلاء الفاحش في أسعار.
وأكد عبدالله عيسى عدم قدرته على شراء ملابس جديدة لأطفاله، لأن أسعارها تفوق قدرته المالية، إذ يبلغ سعر “بدلة” طفل بالحذاء من النوع الجيد 15 ألف جنيه.
ويقول عيسى “تمكنت بعد عناء كبير من شراء خروف الأضحية، لقد أنفقت كل المبالغ التي ادخرتها”.
وأضاف “نعيش أوضاعا معيشية سيئة، وزادت متطلبات عيد الأضحى المبارك هذه الأعباء، لكن مع ذلك يجب أن نفرح ونحتفي بهذه المناسبة الدينية العظيمة”.
ورغم الغلاء الطاحن، فإن الأسواق السودانية خاصة بالعاصمة الخرطوم تشهد حركة من المواطنين الراغبين في شراء مستلزمات عيد الأضحى، بخلاف التوقعات بكساد سيضرب السلع هذا الموسم.
ويقول عباس حمد وهو صاحب معرض للملابس، إن حركة البيع والشراء هذا الموسم لم تكن مثل السابق لكنها معقولة للغاية مقارنة بالأحوال المعيشية.
وأضاف حمد “وضعنا هامش ربح طفيف هذا الموسم في الحد الذي يغطي تكاليف التشغيل والوفاء باحتياجات عائلاتنا تقديرا للحالة الإقتصادية التي تمر بها البلاد”.
وشدد على أن أسعار الملابس هذا الموسم مناسبة للغاية مقارنة بتراجع قيمة العملة الوطنية وارتفاع الدولار الذي يحصلون عليه من السوق السوداء لإستيراد السلع، فضلا عن ارتفاع قيمة الجمارك على البضائع المستوردة