السفير/على بن حسن جعفر- سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان
*في هذا اليوم الخامس من ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم ب(اليوم العالمي للتطوع) الذي تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة ، وهي مناسبة تؤكد أهمية العمل التطوعي كقيمة إنسانية نبيلة يحتفل فيها العالم تكريماً للعمل التطوعي والمتطوعين، ولدعم دورهم في تحقيق التنمية الشاملة والنهوض بمجتمعاتهم وتشجيع ثقافة العطاء بلا مقابل ,وتحفيز المشاركة المجتمعية ودعم سياسات تشجع الأعمال التطوعية و توسيعها..!
* المملكة العربية السعودية كدولة رائدة في العمل التطوعي على المستوى الإقليمي والعالمي شاركت اليوم المجتمع الدولي الاحتفاء بـ ” اليوم العالمي للتطوع ” بتفعيل ” يوم التطوع السعودي ” تعزيزاً لقيم العمل التطوعي الذي تضمنته أهداف رؤية المملكة الطموحة، ليكون وفق نهج يحفز على التبنّي المجتمعي والتنظيم وصولاً إلى مليون متطوع ومتطوعة نهاية عام 2030 م .
* حيث انطلقت أمس الفعاليات تحت شعار ” عطاء وطن ” بإشراف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية شملت جميع مناطق المملكة في مسعى غايته إدراك الأثر الإيجابي الفاعل للعمل التطوعي على الفرد والمجتمع,.وسعت الوزارة من خلال تفعيل ” يوم التطوع السعودي ” بدءاً من هذا العام 2020 ولمدة 3 أعوام متتالية ، إلى تحفيز وتمكين التطوع وأطرت مضامين الفعالية بدليل إرشادي لمساعدة مختلف القطاعات في آلية المساهمة وتدشين العديد من المبادرات الميدانية ، فضلاً عن دعم الجهات المشاركة بما يجسد قيم المواطنة والعطاء .
* أن فعالية ” يوم التطوع السعودي ” تأتي امتدادا للمبادرات العمل التطوعي حيث أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أمس خمس مبادرات على مستوى مناطق المملكة ضمن ” يوم التطوع السعودي ” 2020 شملت :” مبادرة التوعية الصحية ” التي تستهدف عموم المجتمع حيث يسهم التطوع الصحي بمختلف مجالاته وبناء على الاحتياج المجتمعي في تحقيق جزء من مستهدفات رؤية المملكة 2030, و” مبادرة ترميم وإعادة تهيئة المساكن والمباني ” وتشمل المهام ترميم منازل الأسر المحتاجة وذوي الدخل المحدود وإعادة طلاء الجدران والتشوهات البصرية في الأماكن العامة والمدارس والمساجد.
والثالثة : ” مبادرة التشجير والإسهام في زيادة البيئات الزراعية والخضراء في المملكة “.. وذلك تعزيزاً لجهود الحد من ظواهر التصحر، والإسهام في زراعة ١٢ مليون شجرة نهاية عام ٢٠٢٠ في مختلف مناطق المملك بالأضافة الي .” مبادرة التنظيف ” التي تستهدف مختلف البيئات الطبيعية في المملكة ، والمساجد ، والمبادرة الخامسة والاخيرة هي ” مبادرة تنظيف أعماق البحار لحماية الكائنات الحية ” .. تمتد سواحل المملكة بطول 2500 كيلومتر على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي وتشكل بيئات مناسبة للشعاب المرجانية والكائنات البحرية المختلفة، إلا أن المخلفات تتسبب في قتل آلاف الكائنات بما يؤثر سلباً على النظام البيئي,وتسهم هذه المبادرة في التخفيف هذه المشكلة البيئية وحماية الحياة البحرية من الملوثات.
*هذه النماذج المشرفة والمبادرات الخلاقة والطموحة للشباب السعودي تؤكد أن المملكة أصبحت بسواعد أبنائها رائدة في مجال العمل التطوعي، وسباقة في مد يد العون والمساعدة للمحتاجين،وهو ما يتسق مع توجه حكومة خادم الحرمين الشريفين -أيدها الله-، وسياساتها وديدنها في اغاثة الملهوف ومساعدة الاخرين والتخفيف من معاناة الآخرين اينما كانوا بلاتمييز..!
*وفي المملكة العربية السعودية تتواجد الأعمال ذات الصفة التطوعية في مختلف الأصعدة، وينمو العمل التطوعي المنظم من خلال الجمعيات الخيرية ومساهمة أفراد المجتمع في أعمال البر والخير في الداخل والخارج ..حيث يعتبر العطاء ثقافة وسلوك من منطلقات عقدية ومجتمعية وانسانية واخلاقية ومثال ذلك العمل التطوعي في موسم الحج وخدمة ضيوف الرحمن من مختلف الفئات على مر السنين”..!
*ومؤخرا بدأ العمل التطوعي في المملكة التوجه أكثر نحو العمل المؤسسي المنظم واصبحت تلك الجهود تأخذ بعداً مؤسسياً، وتحولت من جهود فردية إلى جهود تطوعية مؤسسية بما تماشى مع التنمية الشاملة لرؤية المملكة 2030 التي أولت اهتماما كبيرًا بمجال التطوع للوصول إلى مليون متطوع بحلول عام 2030 ,وبفضل الله أصبحت المملكة من أكبر الدول المانحة في مجال الاغاثة والعون الإنساني على مستوى العالم ، فمركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية يعد نموذجا عالميا في مجال التطوع ويعتمد المركز في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف طوعية إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم ، وتشمل المساعدات التي يقدمها جميع قطاعات العمل الإغاثي و الإنساني ( الأمن الإغاثي ، إدارة المخيمات ، الإيواء ، التعافي المبكر ، الحماية ، التعليم ، المياه و الإصحاح البيئي ، التغذية ، الصحة ، دعم العمليات الإنسانية ، الخدمات اللوجستية ، الاتصالات في الطوارئ ) ..وتواصل فرق المركز وشبابه من المتطوعين الاكفاء العمل ليل نهار في كافة ارجاء العالم وقارته يقدمون رسالة حب وانسانية ويد بيضاء ممدودة بالخير دائما كنهج المملكة في مد يد العون للمحتاجين في العالم و تقديم المساعدات بعيداً عن أي دوافع غير إنسانية..!
* عبر رؤية 2030 العمل الطوعي سعت سياسات القيادة الرشيدة على تهيئة البيئة للتطوع بدعم الفرق والجمعيات الشبابية التطوعية التي تضاعفت مؤخرا..وتنظيم اللقاءات والمؤتمرات العالمية في المجال والتدريب المتقدم للمتطوعين ، وهو ما تجلي أثناء تفشي فيروس كورونا ، حيث تقدم الآلاف من المتخصصين في مختلف المجالات لاسناد الجهود الحكومية بالتطوع وتقديم خدماتهم للمواطن والمقيم . وهو ما تؤكده الأرقام في منصة التطوع الصحي، التي استقبلت أكثر من 160 ألف طلب تطوع، في حين اجتاز برنامج التدريب في التطوع المجتمعي ما يزيد عن 72 ألف متطوع وأصبحوا جاهزين لتقديم الخدمات التطوعية في مواجهة الجائحة في مختلف مناطق المملكة،والعديد من الأنشطة الحالية تعتمد على المتطوعين في إطار خطة عودة الحياة.. !
*أخيرا .. صادق الدعوات وعظيم التقدير ..وسنابل التحايا لجميع المتطوعين في المملكة والعالم ..وشكر عميق على جهودهم العظيمة بمناسبة اليوم العالمي للتطوع, ومزيدا من البذل والإيجابية و العطاء لخدمة الانسانية..