حروف ثائرة . سهام منصور تكتب ..السفير عدوي والدبلوماسية العسكرية

تشرفت بدعوة كريمة من السفير الفريق عدوي لحضور لقاء مهم له بنقابة الصحفيين المصريين بالقاهرة
اهمية اللقاء في تقديراتي المتواضعة ليس ماطرحه السفير عدوي من قضايا اوالاجابة على الصحفيين وحسب بل هناك رسائل اخرى منها خصوصية اختيار المكان

فكرة ان تنظم او توافق السفارة السودانية بادارتها المتخصصة في البلد المضيف لها انشطتها داخل المؤسسات الرسمية او النقابية فكرة شجاعة جدا خاصة ونحن هنا نتحدث عن لقاء صحفي تم في عقر دار الصحفيين المصريين في وقت تمر به علاقة الدولتين مصر والسودان (بمطبات عديدة) تصنعها الجهات التى ليس من مصلحتها تعاون البلدين في اي ملف وبل وتحرص دائما على تعكير صفو هذه العلاقة
وبالطبع ايضا معروف ماهو الاعلام المصرى ومهاراته في انتزاع المعلومات وكيفية المحافظة عندهم على الشعرة التي تربط بين المهنية والثوابت ٫ اذا فقبول السفير عدوي بمكان اللقاء هو اقصى درجات الاحترافية والشجاعة منه وايضا هي اعلى درجات الامان والاطمأنان للحضور الاعلامي من الجانب المصري٫ بالرغم من اختلاق توجهاتهم السياسية الا ان السفير عدوى كان يعلم بتلك الثوابت لدى الاعلامي المصري ، لذلك قال خلال اللقاء (امن مصر والسودان واحد ) هذه الكلمة بالرغم من استيعاب ودراية الاعلام المصري بها الا ان السفير عدوي عمل على تأكيدها، فاحيانا الامر يتطلب استخدام (الدبلوماسية العسكرية )
اختيار شعار المؤتمر (مصر والسودان مصير واحد وامن قومي مشترك ) بالاضافة الى ان تنظيم الزميل اسلام ابو المجد للمؤتمر وادارة الاستاذ والاسم اللامع حسين الزناتي للمنصة بمهنية ومسؤولية وسفيرنا بجانبه في تناقم تام من خلال توزيع الفرص والاسئلة والاجابات عليها
لم نتخوف من وجود شخصيات اعلامية مصرية اخرى يمكن ان تثير عن طريق الخطأ او العمد اسئلة تحرج بها سفيرنا مع حكومته او حكومتهم وندفع ثمنها نحن الشعب اللاجئي المغلوب على امره ، فلم يكن من بينهم مندسين والمثال الزملتين اسماء وصباح وهن يحرسن القضية السودانية بالقنوات الفضائية والمنابر الاعلامية ويعملن على تصحيح اي معلومات وتصريحات مغلوطة يدلي بها للاسف بعض الاعلاميين السودانيين، بالاضافة الى طرح الحلول دائما لايجاد فرص امنة( وكريمة) للخروج من ازمة الحرب
في حديث جانبي لي مع الاستاذة اسماء والاستاذة صباح  اكدتا على ان زيارتهن لولايات السودان المختلفة ستبدأ من الخرطوم هذا الاصرار تاكيدا على اقتراب انتصار الجيش
،وليس انتصار لمليشا الدعم السريع بالطبع , التى ظلت خلال الايام الماضية تردد اسم مصر في فيديوهاتها اكثر من ترديدها ل (الكيزان الفيلووول) ،صراخ المليشيا وقائدهم يدل على ان مصر سددت لهم ضربات موجعة ليست عبر الطيران الحربي كما يزعم الخائن حميدتي ٫ ولكن عبر ادوار عظيمة قامت بها مصر اتجاه الشعب السوداني واتجاه القضية التى مازالت مصر تحرس ملفاتها اهمها ملف حراسة الحدود وحراسة المنابر الدولية فصوت مصر لصالح ودعم القضية السودانية كان حاضرا وجهورا وشجاعا تاكيدا على سيادة السودان ، للاسف ماقامت به مصر من ادوار لم تفعله دول عديدة كنا نتوقع منها النزول (للحلبة )لكنها فضلت الاستمتاع بمشاهدة المباراة
مصر ايضا لم تدخل معنا الحلبة لانها ملتزمة بالقوانيين، لكنهاتقوم الان بحراسة المدرجات جيدا من معتادي الشغب في الملاعب وتراقب الحكم الدولي الذى يتصيد اخطاء لاعبينا ليكسب الفريق الاخر احد ضربات الجزاء في شباكنا لكن هيهات فنحن الشعب والجيش الفريق الاوفر حظا واصحاب النقاط الاعلى .
ماتقوم به المليشيا الان في الجزيرة مشابه لنهايات المباريات التي يعمد فيها الفريق الخاسر ومشجعينه على تدمير الملعب ومن فيه ، والتعدي على الحكم الذي لم يجد فرصة لحسم الفوز لصالحهم
وعند المحللين الرياضيين هذا النوع من المشاهدات تحسم به النتائج بالفوز
وان كانت التصنيفات الكروية قد ابعدت اسم السودان .
فنحن عسكريا الان نتاهل من كاس افريقيا لكأس العالم 2026 المقام بامريكا, وربما يكون اللعب وقتها بمعدات وادوات اخرى غير تلك الساحرة المستديرة