حروف ثائرة…سهام منصور ..تكتب السودان ومصر هل نحن شعب واحد فعلا ؟

عبارة عادة مايطلقها الشعب المصري (نحنا والسودانيين حاجة واحدة )
في السابق كان يتمتع الشعب السوداني دون سواه من الشعوب الاخرى بامتيازات عالية جدا داخل الدولة المصرية بناء على اتفاقية الحريات الاربعة واعتقد ان هذه الميزات التى ساوت مابين الشعبين هي وراء اطلاق المصريين للعبارة في عنوان المقال اعلاه (شعب واحد )،
لكن مع اندلاع الحرب بالسودان لجأت مصر بشكل فردي لالغاء هذه الاتفاقية ولعل الوضع الاستثنائي وتخوف مصر من ان يصبح الدخول لها والتمتع بذات الميزان السابقة للسودانيين يمكن ان يدخل الدولة المصرية في التزامات وزيادة في ميزانيتها على الخدمات الاساسية باشكالها المختلفة نجده المبرر الاقرب للتغيير الذي حدث في الغاء او اضافة بعض القرارات من قبل الحكومة المصرية والتى من حقها المحافظة على امنها الاقتصادي والاجتماعي وكل ماتراه مهدد لها ،
لكن هناك بعض المعالجات التى يمكن ان تقوم بها الحكومة المصرية لتخفيف الاضرار التي لحقت بالشعب السوداني جراء الغاء الاتفاقية وهي تسهيل عمل الاقامات بشكل افضل للسودانيين وذلك بموجب العلاقات الازلية والاستراتيجة بين البلدين وقبلها علاقة الجوار، واذكر انه في نهاية العام 2018 في احد المؤتمرات بجمهورية مصر العربية اتيحت لي الفرصة بالتحدث للرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي وقلت له بالحرف (نحن احق بخيرات مصر اكثر من اي شعب اخر ) حينها الرئيس السيسي ومن معه في المنصة اطلقوا ضحكات ترحيبية ومسموعة فهمها الجميع من الحاضرين بانها تأكيدات على ماقلته والحقيقة اننا لم نرى من الرئيس السيسي غير المواقف الصلبة والفاعلة مع القضايا السودانية ، ومواقفه هذه مجسدة في عدد من القرارات منها ابتعاث السفير (هاني صلاح ) سفيرا للسودان وبالفعل فقد مثل الرجل دولته خير تمثيل واثبت فعلا انه سفيرا خاصا في توقيت حرج تضطرب فيه العلاقات بين الدول ، سفيرا ادخرته مصر ليمثلها في دولة اكثر اهميةوخصوصية ،ومايؤكد ذلك ان اول الكلمات التي اطلقها السفير هاني في حفل استقباله من قبل مركز الامير جمال عنقرة بالخرطوم حيث قال بالحرف الواحد (مافيش حاجة اسمها لجان الحل مصري فقط ) حينها لم يعقب على تلك الكلمات اي احد لا حكومة السودان ولا الشعب ولا حتى الاعلام ، ولعلها لامست رغبات العديد منهم من خلال التصفيق الحار الذي شهدته قاعة (دوسة ) والتي ضمت العديد من فئات المجمتع السوداني مسؤولين وسياسيين واعلام وادارت اهليه وغيرهم وهذا رأي كان بالاجماع ، هذا على سبيل المثال فقط ، وغيرها كثير من المواقف المعلنة و الغير معلنة من دعم الحكومة المصرية للسودان ، و هذا ماسيذكره التاريخ ليصبح منهجا يدرس للاجيال القادمة لان كل مايمر به السودان الان في حربه وعلاقاته سيصبح تاريخ ،ونحن كشعب سوداني نريد ان نحتفظ للشعب المصري والحكومة المصرية بالصفحات الاكثر والانصع بياضآ في الكتاب ،
التقيت اليوم وعدد من الزملاء السفير السوداني بالقاهرة دكتور محمد عبد الله التوم في اطار التواصل الاجتماعي ، وهنا نرسل صوت شكر للاعلامي مصعب محمود الذي اجتهد في تنسيق اللقاء بصورة مرتبه ترتيب دبلوماسي فالناظر لمصعب يحسبه دبلوماسيا حقا جوهرا ومظهرا ودائما مايجعل الامكنة تليق به
جلس السفير متوسطا نجما الشاشة الاستاذ خالد ساتي والاستاذة ايمان دفع الله متحدثا عن العلاقة السودانية والمصرية ودورالاخيرة في اعادة البناء مابعد الحرب تحدث عن عمل (30)لجنة مشتركة تعمل الان وعلى مستوى رئاسة الجمهورية وتحدث عن (7)قطاعات تعمل ايضا لتغطي كافة المجالات يتم التعامل بها
كل ماذكر يؤكد ان لمصر دور قادم يجب ان تستعد له .
وفي حديث لي مع احد خبراء الاقتصاد يعمل الان على وضع خطط لاعمار العاصمة المثلثة والاحتياجات التى تتطلبها للتاسيس من جديد والتكاليف المالية من ضمن تصوره هناك فقرة تقول اننا نستطيع تشغيل اكثر من (10)الف فني في مجال السباكة والنجارة والحدادة والنقاشة والسراميك وغيرها بالاضافة الى العاملين في مجالات اخرى في اعمال المخابز والصيانة والتشغيل ،وبما ان عدد كبير من رؤوس الاموال السودانية قد تبدد وخرج من الاسواق ،فنحن في حاجة الى تدفق تجاري كبير جدا وعمليات استيراد ضخمة للعديد من المستلزمات لتعمير المنازل والمحال التجارية المختلفة بكل ادواتها وألياتها لان الخرطوم الان شبه خاليه ، بحسب الخبير قد يصل العدد الى (20)الف فني هذا على المستوى الخاص بتأهيل المساكن للمواطن فقط والذي لن يسمح لنفسه بالتعامل مع اي جنسيات اخرى كانت تعمل هم ودولهم مع المتمردين وتحمل معهم السلاح وذلك بحسب التقارير الاستخبارتية التي اثبتت ذلك فعليا ، وبالمقابل لم ترد في تقاريرهم ان من بينهم مصري واحد لانهم شعب لايخون ، وان خانت بعض منهم العبارات والكلمات