بشارة:تصريحات ماكرون ستكون البداية لخروج الاوربيين من الجلباب الأمريكي

تطور لافت وخطير ظهر من تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون بعد عودته من الصين حيث قال:”أسوأ شيء هو الاعتقاد بأننا نحن الأوروبيين يجب أن نكون أتباعًا” حول مسألة تايوان، و”أن نتكيّف مع الإيقاع الأمريكي ورد الفعل الصيني المبالغ فيه”، داعيا  أوروبا إلى “الاستيقاظ”، مضيفًا: “أولويتنا ألّا نتكيّف مع أجندة الآخرين في مختلف مناطق العالم. وأكد الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل السياسي أن أوربا تضررت كثيرا جدا من تبعيتها للولايات المتحدة الامريكية في الحرب الروسية الاوكرانية تحت ستار حلف الناتو موضحا انه كان من الممكن الا تنقاد أوربا بهذه الرعونة خلف الموقف الأمريكي الذي تحركه أجندة خاصة بالولايات المتحدة الامريكية وبعيدة جدا عن المصالح الأوربية والعلاقات الروسية الأوربية التي وصلت مرحلة الشراكة الاقتصادية وتبادل المصالح الاستراتيجية مبينا أن الولايات المتحدة هدفها الأول والاستراتيجي من الحرب في اوكرانيا هو اضعاف روسيا ان لم يكن هزيمتها والقضاء عليها نهائيا لتحقيق مزيد من السيطرة الامريكية علي العالم والسيطرة علي الموارد الاقتصادية العالمية وعودة نظام القطب الواحد في العالم. وقال بشارة انه بسبب هذه المواقف الأوربية الخاطئة تجاه الحرب في اوكرانيا تواجه اوربا انهيار اقتصادي غير مسبوق جراء الكلفة المالية والعسكرية الهائلة التي تحملتها بدلا من الولايات المتحدة الامريكية وجراء فقدانها لواردات الغاز والبترول الروسي والعديد من السلع الغذائية الروسية التي تعتمد عليها العديد من الدول الأوربية مشيرا الي ان مواقف أوربا في اوكرانيا جعلتها تدمر علاقات إقتصادية مع روسيا من الصعب ان تعوض من اي دولة اخري
وأضاف عبدالحليم أن الولايات المتحدة الامريكية تحاول استغفال أوربا مرة اخرى وجعلها وقودا لنزاعها مع الصين في تايوان الذي من الممكن أن يتطور الي حرب عالمية ثالثة مشددا علي أن تلك الحرب لو اندلعت ستتسبب في محو أوربا من خريطة العالم قاطعا بأنه ثبت لكل الخبراء العسكريين الان خطأ الحسابات العسكرية والاقتصادية الامريكية تجاه الحرب في اوكرانيا منوها الي ان أمريكا نفسها الان تعاني اقتصاديا حيث بدأت تنهار فيها بعض البنوك وعلت الكثير من الأصوات الامريكية الرسمية من داخل الكونغرس الأمريكي بمجلسيه ترفض تقديم المساعدات المالية والعسكرية لاوكرانيا في وقت يعاني فيه الامريكيين من شظف العيش وارتفاع اسعار كل السلع الاستهلاكية علي اعتبار أنها حرب لاناقة لهم فيها ولاجمل وإنما تبحث بلادهم فيها عن مزيد من الهيمنة والسيطرة علي العالم مؤكدا أن كل تلك التداعيات هي مؤشرات ستقود الناخب الأمريكي للتصويت في الانتخابات الرئاسية القادمة ضد الديمقراطيين مما يؤكد صعوبة فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية الامريكية المقبلة ومنحه تفويض وثقة جديدين من الشعب الامريكي .واوضح عبدالحليم أن تصريحات الرئيس ماكرون من الممكن أن تكون البداية لخروج الاوربيين من العباءة والجلباب الأمريكي واتخاذ مواقف سياسية وعسكرية مستقلة تعبر عن وجهة النظر الأوربية بعيدا عن التدخل والتأثير الأمريكي مؤكدا أن فرنسا من الدول الأوربية القليلة التي حققت قوة الردع النووي ذاتيا ولاتخضع للحماية الامريكية النووية مبينا انه يمكن لفرنسا أن تقود أوربا للخروج من دائرة التبعية المطلقة للولايات المتحدة الامريكية وتساعد في بناء عالم متعدد الاقطاب يحظي بقدر عالي من الاحترام المتبادل وتحقيق مستوي اكبر من العدالة والامن والسلام الدوليين.